This content available in Arabic only.

أسرار في إتيكيت التعارف والمصافحة

يونيو 12, 2024

أسرار في إتيكيت التعارف والمصافحة

 

بقلم أمل الكناني

تدقيق د. سعيد الكردي

تخيل نفسك في حدث اجتماعي هام، حيث كل لقاء يمكن أن يكون بداية لعلاقة جديدة أو فرصة مهنية مميزة، هناك شخصان يتقدمان نحوك: الأول يصافحك بيد ضعيفة ويتجنب النظر في عينيك، والثاني يصافحك بثقة وينظر مباشرة في عينيك بابتسامة ودودة، من منهما يترك انطباعًا أفضل في ذهنك؟ بالطبع، الموقف الثاني، هذا هو تأثير إتيكيت التعارف والمصافحة.

إتيكيت التعارف والمصافحة ليس مجرد إجراء شكلي، بل هو فن يتطلب فهمًا عميقًا لكيفية التفاعل بشكل لبق ومهذب، في وقتنا الحالي، أصبح إتيكيت التعارف والمصافحة أمرًا لا غنى عنه لكل من يسعى لبناء علاقات اجتماعية ومهنية ناجحة.

يعد إتيكيت التعارف والمصافحة من الأمور الدقيقة والمهمة في عالم التواصل الاجتماعي، تمامًا مثل قواعد التفاعل الاجتماعي بشكل عام، هناك طرق يفضلها معظم الناس للتواصل، وهناك سلوكيات أخرى قد لا تكون مقبولة بشكل واسع، وبما أن المعايير الاجتماعية تتغير مع مرور الوقت، فإن قواعد إتيكيت التعارف والمصافحة تتغير بطريقة أو أخرى وتتغير معها التفضيلات والطرق التي يفضل الناس التواصل بها.

مع تقدمك في قراءة هذا المقال، ستكتشف أهمية إتيكيت التعارف والمصافحة في تعزيز العلاقات بوجه عام، وكيف يمكن لإتيكيت المصافحة أن يترك انطباعًا قويًا عند الآخرين، ستجد أيضًا نصائح حول كيفية تطبيق هذه المهارات بفعالية، مما يسهم في تطوير شخصيتك وثقتك بنفسك.

أولاً فن اللقاء الأول: انطباع يدوم بأصول!

إتيكيت التعارف والمصافحة هو فن راق يضمن لك انطباعًا أوليًا رائعًا ويمهد الطريق لصلة مميزة.
تخيل موعدك الأول كلوحة فنية توشك أن ترسم عليها بألوان شخصيتك، فالأصول السليمة هي الفرشاة التي ستمنحك تحكمًا رائعًا في رسم صورة إيجابية عن نفسك، فلنتعمق في بعض التفاصيل التي ستصقل مهاراتك في فن اللقاءات الأولى:

1. استمع بعمق، اسأل بذكاء:

  • الفضول هو بداية رائعة، لكن إتيكيت التعارف يرقيه لمستوى أرقى. بدلًا من تحويل الموعد إلى استجواب رسمي، ركز على فن الإصغاء الفعال. انتبه لكل كلمة يقولها الطرف الآخر، ولا تكتفِ بالاستماع بل تفاعل بطرح أسئلة توضيحية تكشف اهتمامك الحقيقي بشخصيته وأفكاره. تذكر أن إتيكيت المصافحة ليس مجرد حركة جسدية عابرة، بل هي امتداد للاستماع. مصافحة قوية تعكس الثقة، تليها أسئلة ذكية تُظهر اهتمامك، ستترك بلا شك انطباعًا رائعًا.

2. تبادل الأدوار – مساحة مشتركة للكشف عن الذت:

  • تخيل حديقة جميلة تزهر فيها ورودكما معاً، هذا هو جوهر المحادثة في إتيكيت التعارف. لا تتردد في مشاركة بعض القصص والخبرات الشخصية التي تكشف عن جوانب من شخصيتك، فهذا يفتح الباب للانفتاح المتبادل. لكن تذكر أن الحديقة ليست ملكًا لك وحدك، بل مساحة مشتركة للكشف عن الذات. إتيكيت التعارف والمصافحة يعتمد على بناء الثقة والمصداقية عبر المشاركة المتبادلة. اسأل الطرف الآخر أسئلة تحب معرفة إجاباتها، استمع باهتمام لقصصه، وشارك برأيك باحترام. تذكر، الهدف هو التعرف على بعضكما البعض.

3. الدقة وإحترام الوقت:

  • احترام الوقت هي الافتتاحية المثالية، الوصول في الموعد المحدد ليس مجرد مجاملة بل هو رسالة واضحة مفادها جديتك واهتمامك باحتمالية بناء علاقة. تأخير بسيط بسبب ظرف خارج عن إرادتك قد تُسامح عليه، أما التأخير المتعمد فهو بمثابة إنزال الستار على انطباع إيجابي، تذكر الوقت هو أحد أهم عناصر إتيكيت المصافحة، فمصافحة قوية مع وصولك في الموعد المناسب سيترك بلا شك انطباعًا رائعًا.

4. فن إختيار الملابس المناسبة:

  • ارتدِ ما يجعلك تشعر بالثقة، لكن إتيكيت التعارف يضيف بعدًا آخر ، وهو” فن اختيار الملابس” التي تلائم المكان والزمان، الملابس المدروسة تعكس اهتمامك بالمظهر واحترامك للقاء، تخيل ارتداء البدلة الرسمية في مطعم على الشاطئ! لا تتردد في استكشاف قواعد اللباس الخاصة بالمكان مسبقًا، فارتداء ملابس تتناغم مع أجواء المكان يمنحك حضورًا مميزًا.

5. لا تسرع الخطى ولا تطيل الجلوس:

  • قد يتحول موعد رائع إلى أمسية ممتعة، لكن من الأفضل ترك مساحة زمنية أوسع للقاءات المستقبلية، تجنب وضع ضغط زائد على اللقاء الأول، فليكن لقاءً خفيفًا يفتح المجال للقاءات أخرى، كذلك، إذا لم يسِر اللقاء على النحو الأمثل، فكن متعاطفًا مع الطرف الآخر. بالطبع لست ملزمًا بتحمل موعد سيئ طوال الوقت، لكن حاول أن تكون لبقًا في حال قررت إنهاء اللقاء مبكرًا.

6. تبادل شيق ومساحة مشتركة:

  • المحادثات المتبادلة هي جوهر أي علاقة. لا تتردد في مشاركة بعض القصص والخبرات الشخصية التي تكشف عن جوانب من شخصيتك، إتيكيت التعارف يعتمد على بناء الثقة والمصداقية عبر الانفتاح المتبادل، لكن تذكر أن الحديث طريق ذو اتجاهين، فلا تجعل حماسك يطغى على مساحة الطرف الآخر، اطرح عليه الأسئلة التي تثير اهتمامك وتعلم منه المزيد، فالتعارف عملية مشتركة.

7. ضع هاتفك جانبا:

  • نعيش جميعًا في عصر السرعة، لكن إتيكيت التعارف يفرض علينا أن نمنح أولوية كاملة لموعدنا. تخيل أن هاتفك على مائدة الطعام، فوجوده يعتبر إخلالًا بالذوق، اترك هاتفك بعيدًا عن الأنظار، ووجه كامل انتباهك للطرف الآخر. تواصل بصري جيد، وابتسامة صادقة، وتعليقات متفاعلة، كلها عناصر تُظهر اهتمامك الحقيقي بالتعرف عليه، وإن احتجت إلى الرد على مكالمة هاتفة طارئة مثلاً عليك أولا ً أخذ الأذن من الشخص الجالس معك وقم باختصار المكالمة فالأولوية لمن أمامك.

ثانيًا إتقان فن المصافحة: لغة الجسد في عالم إتيكيت التعارف والمصافحة:

بعد أن تعرفنا على قواعد اتيكيت التعارف الأساسية وكيفية ترك انطباع أول رائع، دعونا نتعمق أكثر في لغة الجسد، تحديدًا فن المصافحة الذي يُعد جزءًا لا يتجزأ من آداب اللقاء الأول.

متى تصافح؟

المصافحة عادة مقبولة ومتلائمة في العديد من الثقافات والمواقف، ونادرًا ما تكون خطوة خاطئة. إذا كنت تشعر بالشك، تأمل في المحيط أو الأشخاص من حولك، وقرّر ما إذا كانت المصافحة مناسبة. على سبيل المثال، في غرفة مليئة بالناس الذين يتعارفون أو يقيمون علاقات مهنية، من المتوقع أن تتم المصافحة فيما بينهم. بشكل عام، تصرف وفقًا لما يفعله الآخرون.

من يبدأ بالمصافحة؟

هناك اعتقاد بأن العمر والمناصب لم تعد عوامل مؤثرة في تقديم اليد للسلام في عصرنا الحالي عند الجيل الجديد وهذا أمر غير صحيح.

فوفقًا للإتيكيت، من الأفضل انتظار الأشخاص الأكثر سنًا أو منصبًا (حسب العمر أو الرتبة الوظيفية) أو النساء لتقديم اليد أولًا. لا تزال هذه القاعدة متبعة في المواقف التي يكون فيها الفارق الاجتماعي واضحًا، على سبيل المثال، عندما يلتقي موظف بالمدير التنفيذي للشركة أو الرئيس ويقابل عاملاً مثلاً فيبادر من هو أقل درجة وظيفية أو مكانة بسلام أولاً وعلى من هو اعلى مرتبة بأن يمد يده للسلام.

توقيت المصافحة:

يجب ألا تطول مدة المصافحة كثيرًا، فمدة المصافحة ينبغي ألا تزيد عن مرتين أو ثلاث مرات من هزات اليد. في إتيكيت الأعمال، تكفي مرتان، وذلك تماشيا مع طبيعة العمل السريعة والفعالة.

وتتم المصافحة في بداية التحية و/أو في نهايتها. لا تنتظر لعدة دقائق بعد التعريف عن نفسك لتقديم يدك للسلام.

أخطاء شائعة ونصائح مفيدة:

  • خلع القفازات قبل المصافحة دائمًا يدل على الاحترام واللياقة. في بعض الثقافات، مثل روسيا، يُعتبر ترك القفازات أثناء المصافحة أمراً سيئًا، لذلك احترم عادات المكان الذي تتواجد فيه.
  • تجنب المصافحة عبر طاولة أو أي حاجز آخر. كذلك، لا تصافح وأنت جالس بينما يقف الشخص الآخر. قم دائمًا بالوقوف لمصافحة الآخرين عند تحيتهم أو مغادرتك.
  • لا تمد يدك للسلام من بعيد، بل انتظر حتى تصبح على مسافة قريبة (خطوتين أو ثلاث خطوات) من الشخص الآخر.
  • حافظ على اتصال العين أثناء المصافحة، فهي تعكس الثقة والاهتمام.

في كتاب “إتيكيت سلوكك سفير نجاحك الجزء الأول“: تم تغطية الطرق الصحيحة والغير الصحيحة للمصافحة انصحك بالرجوع له.

وداعًا للارتباك، مرحبًا بفن التواصل!

في ختام رحلتنا عبر عالم اتيكيت التعارف والمصافحة، نأمل أن تكون قد اكتسبت فهمًا عميقًا لقواعد هذا الفن الراقي، وأدركت أهميته في بناء علاقات ناجحة وتعزيز ثقتك بنفسك.

تذكر، إتيكيت التعارف والمصافحة ليس مجرد مجموعة من القواعد الصارمة بل هو انعكاس لشخصيتك واحترامك للآخرين. من خلال اتباع هذه النصائح وتطبيقها بذكاء، ستتمكن من ترك انطباع أول رائع في كل لقاء، وتفتح أبواب النجاح في مختلف مجالات الحياة.

انطلق في رحلة إتقان فنون اتيكيت التعارف والمصافحة، وكن أنت النجم المميز في كل لقاء.

 


هل كان المحتوى مفيد



اشترك في نشرتنا البريدية

احصل على نصائح والمعلومات حول برامجنا في مجال البرتوكول والإتيكيت والقيادة

  واتساب 👋