This content available in Arabic only.

إتيكيت الرد على الأسئلة المحرجة | فنون الرد

أكتوبر 21, 2024

إتيكيت الرد على الأسئلة المحرجة | فنون الرد

 

كتابة أمل بنت محمد الكناني

للكاتب الراحل نجيب محفوظ مقولة: “يمكنك أن تعرف ما إذا كان الشخص ذكيًا أم لا من خلال إجابته، ويمكنك أن تعرف ما إذا كان الشخص حكيمًا أم لا من خلال أسئلته”.

تعتبر الأسئلة المحرجة أحد المواقف التي ممكن أن نتعرض لها في حياتنا اليومية، سواء في العمل أو بين الأصدقاء والعائلة، قد تضعنا في مواقف غير مريحة إذا لم نحسن التعامل معها والرد عليها.

من الممكن أن تكون الأسئلة موضوعات شخصية أو مواضيع حساسة يصعب الإجابة عليها بسهولة. في هذا المقال، سنستعرض بعض الأساليب الفعالة والأمثلة العملية للرد على هذه الأسئلة المحرجة بذكاء، وكيفية استخدام اللباقة والفكاهة للرد على الأسئلة المحرجة، وهذا الأمر يساعدنا على تحسين مهاراتنا الاجتماعية وتعزيز ثقتنا بنفسنا عند مواجهة مثل هذه المواقف والحفاظ على هدوئنا وتقديم إجابات مناسبة تجنبنا الحرج وتحافظ على علاقاتنا. 

مفوم الأسئلة المحرجة وأنواعها:

هي باختصار الأسئلة تناول جوانب شخصية أو حساسة، مثل الحياة الخاصة أو القرارات الشخصية أو الأمور المالية، تكون في بعض الأحيان الإجابة عليها عملية صعبة لبعض الناس، وتنبع أهمية تعلم إتيكيت الرد على الأسئلة المحرجة من الحاجة إلى الحفاظ على احترام الذات والآخرين، وتجنب الوقوع في مواقف غير مريحة أو تصعيد المواقف.

وأيضا فن الرد على الأسئلة المحرجة لا يعني بالضرورة التهرب منها كما هو مفهوم عند بعض الناس، بل يمكن أن يكون فرصة مناسبة لإظهار اللباقة والذكاء الاجتماعي، فحين يتقن الشخص كيفية الإجابة بأسلوب مناسب ومحترم، ذلك الشيء يظهر مهاراته في التواصل وقدرته على التعامل مع المواقف الصعبة بثقة وهدوء، وهذا ينعكس بشكل إيجابي على علاقاته الاجتماعية ويزيد من احترام الآخرين له.

أنواع الأسئلة المحرجة:

  1. أسئلة تتعلق بالحياة الشخصية.
  2. أسئلة تتعلق بالعمل والمهنة.
  3. أسئلة تتعلق بالمعتقدات أو الآراء الشخصية.

في بعض الأحيان علينا الحذر لأن الرد على الأسئلة المحرجة بطريقة غير ملائمة أو متسرعة قد يترك انطباعًا سلبيا ويؤدي إلى توتر علاقاتكم مع الآخرين. على سبيل المثال: الرد بغضب أو استخفاف يمكن أن يسيء للشخص الذي طرح السؤال ويخلق حالة من الجدل غير المرغوب فيها، كذلك قد يشعر الشخص الذي يتلقى الإجابة بعدم الارتياح أو الإهانة، مما يؤثر على علاقته بالشخص المُجيب.

قواعد في إتيكيت الرد على الأسئلة المحرجة:

عند التعامل مع الأسئلة المحرجة، هناك بعض القواعد الأساسية التي يمكن اتباعها لتحويل الموقف إلى فرصة لإظهار اللباقة والاحترافية، الحفاظ على الهدوء وضبط النفس يأتي في المقام الأول، حيث ينصح بأخذ لحظة للتفكير قبل الإجابة على أي سؤال محرج، مما يساعد على اختيار الكلمات المناسبة وتجنب الردود المتسرعة.

الحفاظ على الهدوء وضبط النفس:

أول قاعدة هي الحفاظ على الهدوء وضبط النفس، فعندما يتلقى الشخص سؤالًا محرجًا، قد يشعر بالاندفاع للرد سريعًا وبعصبية، مما قد يزيد من توتر الموقف.

لكن الأهم هو أن يأخذ لحظة للتنفس بعمق قبل الرد، ذلك يساعده على التفكير في الإجابة المناسبة، كما يمنح الهدوء الشخص فرصة لاختيار الكلمات الأنسب وتجنب الردود التي قد تزيد من حدة الموقف ويظهر الشخص بمظهر أكثر ثقة أمام الآخرين، مما ينعكس إيجابا على طريقة تفاعله مع الموقف.

الابتسام واستخدام لغة الجسد الإيجابية:

الابتسامة تعتبر من أقوى وسائل التواصل غير اللفظي التي تساعد في تخفيف حدة المواقف المحرجة والتي تعد قاعدة أساسية من قواعد إتيكيت الرد على الأسئلة المحرجة، فعندما يبتسم الشخص وهو يواجه سؤالًا محرجًا، فإنه ينقل للطرف الآخر رسالة من الود والانفتاح، حتى وإن كان محتوى السؤال غير مريح، والابتسامة تُظهر للشخص الآخر أنك تتقبل الموقف بروح إيجابية، مما يقلل من شعوره بالتوتر وربما يعيد التفكير في السؤال الذي طرحه.

إلى جانب الابتسامة، تأتي أهمية لغة الجسد الإيجابية مثل: الوقوف بثبات، وتوجيه النظر للطرف الآخر دون التحديق، وإيماءات الرأس البسيطة، كلها تساعد في إظهار الثقة والاحترافية، كما أن هذه الحركات تشير إلى أنك منفتح بطريقة متزنة ومحترمة

تجنب الردود الغاضبة أو المتهورة:

الردود الغاضبة أو المتهورة واحدة من أكبر الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها الشخص عند التعامل مع الأسئلة المحرجة، لأن رد الفعل الغاضب يعكس ضعف السيطرة على النفس ويؤدي إلى تصعيد الموقف بدلاً من تهدئته، فعندما يتصرف الشخص بعصبية فإنه يعطي انطباعًا بأنه فقد السيطرة على الحوار، مما قد يؤدي إلى تأزيم العلاقة مع الشخص الآخر.

والردود المتهورة قد تشمل استخدام كلمات قاسية أو نبرة صوت مرتفعة، مما يُظهر للشخص الآخر عدم الرغبة في النقاش وقد يتسبب في الشعور بالإهانة، وبدلاً من ذلك للشخص أن يتبنى أسلوب الرد اللطيف مثل: استخدام العبارات التي تبين أن السؤال شخصي ولا يفضل الإجابة عليه، أو تحويل الموضوع بشكل لطيف إلى قضية أكثر عمومية.

تعلم أساليب الرد الذكية:

هناك أساليب يمكن استخدامها للرد على الأسئلة المحرجة بطريقة لبقة، من بين هذه الأساليب هو تغيير مسار الحديث بذكاء، مثل: توجيه سؤال آخر يخص موضوعاً مختلف أو التحدث عن موضوع عام، ويمكن أيضًا استخدام الفكاهة لكسر حدة الموقف، لكن دون السخرية من الشخص الذي طرح السؤال.

هناك أسلوب آخر وهو الرد بطريقة لطيفة حيث يمكن الإجابة بأسئلة “هل يمكننا الحديث عن هذا لاحقا؟”، مما يعكس الاحترافية دون الشعور بالانزعاج، كما يُفضل عدم التعمق في التفاصيل إذا كان السؤال شخصيًا، والاكتفاء بالإجابة بشكل مختصر ومحترم.

 

تحسين مهارات الرد على الأسئلة المحرجة:

عندما يتعلق الأمر بالرد على الأسئلة المحرجة فإن تحسين هذه المهارة يتطلب اتباع بعض الاستراتيجيات التي تجعل الشخص أكثر استعدادًا لمواجهة هذه المواقف بثقة. وفيما يلي مجموعة من النصائح في إتيكيت الرد على الأسئلة المحرجة التي تساعد على تحسين مهارات الرد:

الإستراتيجيات الأربع في الرد على الأسئلة المحرجة:

تختلف طرق التعبير والرد على الأسئلة المحرجة من شخص لآخر، فيجيب كل شخص بالإجابة التي يراها أنها مناسبة من دون التسبب في إحراج الشخص المٌلقي، وفي نفس الوقت تجنب إحراج نفسه، وهناك أربع استراتيجيات مختلفة يمكن أن نتعامل بها مع هذه الأسئلة:

التحايل:

التحايل يتضمن تقديم إجابة عامة لا تتناول السؤال بشكل مباشر، وهذه الطريقة تكون مفيدة عندما ترغب في تجنب الإفصاح عن معلومات شخصية، مثل عندما يسألك أحدهم عن راتبك، يمكن أن تكون إجابتك مثل: “أهم شيء أنني مرتاح في عملي”. بهذا الأسلوب، تتجنب الإجابة المباشرة دون أن تظهر رفضك للرد.

التفصيل:

هو تكتيك يعتمد على التوسع في الحديث عن موضوع آخر ذي صلة بالسؤال، مما يجعل السائل ينسى سؤاله الأصلي، على سبيل المثال إذا سُئلت عن عمرك، يمكنك الحديث عن تفاصيل حفلة عيد ميلادك الماضية وكيف احتفلت، مما يحوّل الانتباه بعيدًا عن السؤال الأساسي.

التساؤل:

في هذه الحالة، يتم تحويل السؤال إلى الشخص الذي طرحه، مما يغير مسار الحديث، إذا سُئلت مثلاً عن سبب صمتك، يمكنك الرد بسؤال مثل: “لماذا تعتقد أنني صامت؟”، هذا الأسلوب يجعل الطرف الآخر يعيد التفكير في سؤاله ويحول الانتباه إليه.

التهكم:

أما التهكم فيتمثل في تحويل السؤال إلى نكتة خفيفة. على سبيل المثال، إذا سُئلت عن حياتك العاطفية، يمكنك القول مازحًا: “لست متأكدًا، سأضطر لتفقد خزانتي”.

 

دور الثقة بالنفس في الرد على الأسئلة المحرجة:

الثقة بالنفس تلعب دور كبير في طريقة التعامل مع الأسئلة المحرجة، عندما يكون الشخص واثقًا بنفسه فإنه لا يشعر بالضغط الكبير الذي قد يصيبه عند مواجهة سؤال صعب أو غير متوقع، وأيضا تجعل الردود أكثر استقراراً ووضوحاً، مما يساعد في تحويل الحديث إلى اتجاه آخر بشكل سلس. أيضاً الثقة بالنفس تشعر الشخص بأن له الحق في رفض الإجابة على الأسئلة التي لا تناسبه، دون الشعور بالذنب أو الحاجة إلى التبرير، هذا الشعور يمنحه القدرة على تحديد حدود واضحة في التعامل مع الآخرين، مما يعزز من احترامهم له.

لتعزيز الثقة بالنفس يمكن للشخص ممارسة تدريبات بسيطة مثل: التدرب بالحديث أمام المرآة أو التفاعل مع الأصدقاء والمقربين في محادثات غير رسمية، هذه التدريبات تجعل الشخص أكثر اعتيادًا على الردود المختلفة وتزيد من قدرته على التحكم في نبرة صوته ولغة جسده، مما يجعله يبدو أكثر ثباتاً أمام الآخرين.

تُساعد هذه النصائح في إتقان إتيكيت الرد على الأسئلة المحرجة، مما يساهم في تحسين التواصل الاجتماعي. التحضير المسبق، تعزيز الثقة بالنفس، جميعها تشكل أدوات مهمة لتمكين الشخص من تجاوز المواقف المحرجة بسهولة وبدون توتر، مما يعكس صورة إيجابية وواثقة أمام الآخرين.

 


هل كان المحتوى مفيد



اشترك في نشرتنا البريدية

احصل على نصائح والمعلومات حول برامجنا في مجال البرتوكول والإتيكيت والقيادة

  واتساب 👋