إتيكيت تقديم النفس في بيئة العمل | مفتاحك لبناء علاقات ناجحة
بقلم أمل الكناني
هل تتذكر أول انطباع تركته على أحد زملاء الجدد في بيئة العمل؟ هل كان إيجابياً؟ إن معرفة كيفية تقديم نفسك بشكل مهني وواثق هي مفتاح النجاح، حيث أظهرت دراسات حديثة أن الانطباع الأول يتشكل خلال السبع ثوانٍ الأولى من اللقاء. سنناقش في هذا المقال أهم قواعد الإتيكيت الناجحة للتقديم الذات في بيئة العمل، ونصائح عملية لمساعدتك على ترك انطباع مميز.
أولاً: أهمية إتيكيت العمل بشكل احترافي؟
عند دخول بيئة عمل جديدة أو تقديم نفسك لفريق عمل جديد، فإن الطريقة التي تبدأ بها التعريف بنفسك تضع الأساس لعلاقتك مع الآخرين. انطباعك الأول مهم جدًا، فالدراسات تشير إلى أن الأشخاص يأخذون من 7 ثوانٍ لتكوين انطباع أولي عن شخص ما. لذا، يجب أن يكون تقديمك لنفسك موجزًا، ولكن في نفس الوقت يعكس احترامك للمكان وللأشخاص المتواجدين فيه.
ثانيًا: إتيكيت تقديم النفس
- الثقة بالنفس هي أساس أي تقديم ناجح؛ فهي تعكس استعدادك وجديتك. لكن كن حذرًا من الإفراط في الثقة حتى لا يظهر تقديمك لنفسك بأنه استعراض.
- احرص على الوقوف بشكل مستقيم، وابحث عن التوازن بين الابتسامة والجدية. حافظ على نبرة صوت متوسطة، واحرص على وضوح كلامك.
- تعتبر المصافحة وسيلة مهمة للتعبير عن الاحترام، لكن احرص على أن تكون المصافحة قوية نوعًا ما وودّية دون ضغط زائد، مما يعكس قوة شخصيتك وودّك.
- التواصل البصري يُظهر اهتمامك بالشخص الذي تتحدث معه ويعكس صدقك وثقتك. إذا كان هناك عدة أشخاص، حاول أن تتواصل بصريًا مع الجميع بقدر الإمكان.
- استخدام لغة الجسد الصحيحة:
- اجعل حركات جسدك متوافقة مع كلامك، وابتعد عن الحركات المفرطة.
- احرص على الحفاظ على مسافة مناسبة تعكس احترامك للخصوصية وتجنب الاقتراب الشديد.
- التقديم الرسمي واستخدام الألقاب:
- من الأفضل استخدام الألقاب في المرة الأولى التي تتحدث فيها إلى الآخرين مثل “السيد” أو “السيدة”؛ إلا إذا طلبوا منك استخدام اسمهم الأول. هذا يعكس احترامك وتقديرك لهم.
ثالثا: خطوات لتقديم نفسك بشكل مثالي:
- ابدأ بالتحية، بحيث تكون بسيطة وواضحة؛ التحية المناسبة تظهر اهتمامك بالآخرين وتجعلهم يشعرون بالترحيب.
- اذكر اسمك بوضوح وبنبرة هادئة، فالأسماء قد تكون صعبة التذكر، خاصة في بيئات العمل الجديدة. يمكنك أيضًا توضيح دورك إذا لزم الأمر، مثل “أنا أحمد، مسؤول التسويق في الفريق”.
- تحديد السبب الرئيسي لوجودك في المكان يجعل الآخرين يعرفون بسرعة دورك أو مهمتك. يمكنك القول “أنا هنا لأنني سأعمل مع الفريق في مشروع التسويق الجديد”. وأظهر حماسك واهتمامك بالتعاون مع الزملاء، فهذا يعطيهم انطباعًا إيجابيًا عنك ويساعد في بناء علاقات قوية. على سبيل المثال: “أتطلع للعمل معكم وتحقيق نجاحات رائعة.”
رابعا: التواصل المهني أثناء تقديم نفسك:
- الحفاظ على الإيجاز وتجنب الدخول في تفاصيل غير ضرورية عند تقديم نفسك؛ الإيجاز هو المفتاح. قد تكون الجمل القصيرة والمباشرة أفضل وسيلة لتوصيل الفكرة بفعالية.
- تجنب الحديث عن الأمور الشخصية، لذا يجب أن يكون التقديم احترافيًا ويمكنك الحديث عن المهارات والخبرات التي قد تكون ذات فائدة للعمل.
- استمع للآخرين واهتم بما يقولونه، فقد يتبع تقديمك بالنفس حديث تعريفي من قبل الأشخاص الآخرين.
خامساً: تقديم نفسك في الاجتماعات وورش العمل الحضورية:
عند تقديم نفسك في الاجتماعات أو ورش العمل، قد يكون لديك وقت أطول للتعريف بنفسك وتقديم خلفيتك. وهنا تكون التفاصيل المهنية الأكثر أهمية، لكن تذكر أن تختصر المعلومات وتوضح المهارات التي تساهم في تحقيق أهداف الاجتماع.
-
- التركيز على القيمة التي تقدمه، حاول التركيز على كيف يمكن لخبرتك ومهاراتك المساهمة في تحقيق أهداف الاجتماع أو المشروع.
- قم بتوضيح دورك وكيف يرتبط بموضوع الاجتماع، فهذا يساعد الآخرين على فهم الدور الذي يمكنك لعبه ويؤسس لتعاون مثمر.
- يمكنك الإشارة إلى إنجازاتك السابقة ذات الصلة. هذا يساعد في إعطاء انطباع عن كفاءتك وقدرتك على الإنجاز.
سادسًا: تقديم نفسك في بيئة العمل الافتراضية:
في ظل التحول إلى الاجتماعات الافتراضية، أصبح تقديم النفس عبر الإنترنت لا يقل أهمية. يجب مراعاة أن تكون الكاميرا مضبوطة بشكل جيد، وأن يكون المظهر احترافيًا، وأن يتم الحفاظ على لغة الجسد المناسبة حتى عن بُعد.
- تجهيز بيئة عمل خالية من الضوضاء: احرص على أن تكون في مكان هادئ وأن تتأكد من أن الصوت واضح والجودة جيدة، فالتقديم المهني يتطلب بيئة تواصل فعالة.
- التفاعل بلباقة: في الاجتماعات الافتراضية، قد يتسبب تأخير الاتصال في انقطاع الحديث. لذلك، كن لبقًا في التفاعل واترك للآخرين فرصة للرد.
سابعاً كيفية تحسين مهارات التقديم:
- التدريب المسبق: حاول التدرب على تقديم نفسك أمام المرآة أو مع الأصدقاء. يساعد هذا على تحسين أسلوبك وصياغة كلماتك بطريقة طبيعية وغير متكلفة.
- الاستفادة من ردود الأفعال: بعد تقديم نفسك في بيئة عمل جديدة، حاول مراقبة ردود الأفعال واستخدامها لتحسين أسلوبك في المستقبل.
- التعلم من الآخرين: لاحظ أسلوب الآخرين في تقديم أنفسهم، وتعلم من الأشخاص الذين يتمتعون بمهارات تواصل جيدة.
تذكر، أنك تستحق أن تُرى وتُسمع. بتطبيق النصائح التي قدمت ستترك انطباعاً إيجابياً، وستكون قادرًا على تقديم نفسك بثقة، وبالتالي ستفتح أمامك أبواباً جديدة للنجاح. تذكر، أنك لست مجرد اسم على قائمة، بل أنت شخص فريد ومميز. تذكر دائمًا أن احترام الآخرين وإظهار الثقة بالنفس يعدان أساسًا لكل تواصل ناجح.