This content available in Arabic only.

اتيكيت الاجتماعات الفعالة للمديرين التنفيذيين

نوفمبر 17, 2024

اتيكيت الاجتماعات الفعالة للمديرين التنفيذيين

 

اتيكيت الاجتماعات الفعالة للمديرين التنفيذيين

بقلم أمل الكناني

تُعد الاجتماعات من العناصر الأساسية في حياة المديرين التنفيذيين، فهي توفر فرصة للتواصل مع الفرق، واتخاذ القرارات الاستراتيجية، وتوجيه مسار العمل. لكن، إذا لم يتم تنظيم هذه الاجتماعات بشكل فعال، فإنها قد تتحول إلى هدر للوقت والموارد.

تُظهر الأبحاث أن 67٪ من الاجتماعات غير فعالة، حيث يرى عدد كبير من الموظفين أنهم وجدوا أنفسهم في اجتماع قليل التأثير أو النتائج، أو كان غير واضح لدرجة أنه كان ببساطة مضيعة للوقت، لذلك إن اتباع آداب الاجتماعات (إتيكيت الاجتماعات) يعد من الضرورات لضمان نجاح الاجتماع وتحقيق أهدافه. 

في هذه المقالة، سنتناول كيفية إدارة الاجتماعات بفعالية من خلال إتيكيت حضور الاجتماعات المناسب للمديرين التنفيذيين، لضمان نتائج ملموسة وتحقيق الفائدة القصوى لجميع المشاركين.

أهمية الإتيكيت في الاجتماعات:

الاجتماعات هي أداة قوية بيد المديرين التنفيذيين، لكنها في الوقت ذاته قد تصبح مصدر إحباط كبير إذا لم تُدار بشكل صحيح. إن إتيكيت حضور الاجتماعات ليس مجرد احترام للتقاليد، بل هو إطار يضمن فعالية الاجتماعات. إذا لم تُدار الاجتماعات بشكل منظم أو تم تجاهل احتياجات المشاركين، فقد يتسبب ذلك في تعطيل العمل وضياع الوقت. من خلال تطبيق قواعد الإتيكيت، يمكن تحسين كفاءة الاجتماعات.

يقول إيلون ماسك: “الاجتماعات هي ما يحدث عندما لا يعمل الأشخاص.” إذا كنت ترغب في تحقيق المزيد، فعليك أن تتعلم كيف تدير اجتماعًا منتجًا. فما الجدوى من عقد اجتماع إذا لم يكن منتجًا؟ يشارك العديد من كبار الرؤساء التنفيذيين وقادة الأعمال أفكارهم حول إدارة الاجتماعات. على المدير التنفيذي تنظيم الاجتماعات الموجهة نحو الأهداف والتي تعزز التواصل بين الفريق.

 التخطيط الجيد:

في رسالة إلى موظفي تسلا في عام 2018، وصف ماسك الاجتماعات الزائدة بأنها “وباء للشركات الكبيرة”، وخاصة عندما كبرت. فما الحل بالنسبة له؟ لا تتردد في مغادرة الاجتماع إذا لم تضيف إليك أي قيمة.

يكتب ماسك: “ليس من قلة الاحترام أن تغادر، ولكن قلة الاحترام أن تجعل شخصًا ما يبقى ويضيع وقته”.

في بعض الأحيان يكون من الصعب تقدير ذلك، لكن يجب على جميع منظمي الاجتماعات إلقاء نظرة على قائمة الحضور قبل إرسال الدعوة والتحقق مما إذا كان الجميع بحاجة للحضور.

قبل أي اجتماع، يجب على المدير التنفيذي التحضير بشكل جيد، وتعتبر هذه الخطوة الأولى في إتيكيت الاجتماعات الفعالة. والتخطيط الجيد لا يتوقف عند تحديد الموضوع فحسب، بل يشمل عدة عوامل هامة:

  • وضع جدول أعمال محدد: وضع جدول أعمال محدد: يجب تحديد الموضوعات التي ستناقش وتحديد الوقت المخصص لكل موضوع. يجب أن يكون الجدول مرنًا للسماح بالنقاش المعمق دون إهدار الوقت.
  •  إرسال الدعوات مسبقًا: من الأفضل إرسال الدعوات للاجتماع قبل الموعد المحدد بفترة كافية حتى يتمكن المشاركون من التحضير بشكل مناسب. و تثبيت الوقت وخاصة في الاجتماعات الدورية سواء أسبوعية أو شهرية.
  •   تحديد المشاركين المناسبين: يجب على المدير التنفيذي التأكد من أن الأشخاص الحاضرين لهم تأثير مباشر على الموضوعات وأن حضورهم ضروري. لتقليل الارتباك خلال الاجتماعات، ضع بجانب كل بند في جدول الأعمال DRI (الشخص المسؤول مباشرة) ليعرف الجميع من يتحمل مسؤولية مهمة أو مشروع محدد.

الالتزام بالوقت:

إحدى القواعد الأساسية في إتيكيت الاجتماعات هي احترام الوقت، ويُتوقع من المديرين التنفيذيين بدء الاجتماع في الوقت المحدد وإنهائه في الوقت المقرر، ويعتبر التأخير غير مقبول لأنه يعكس عدم الاحترام للمشاركين. وفي الوقت ذاته، يجب أن يحترم المدير التنفيذي الوقت الذي يتم تخصيصه لكل موضوع على جدول الأعمال.

  • الالتزام بمواعيد البداية والنهاية: عندما يبدأ الاجتماع في الوقت المحدد وينتهي وفقاً للجدول الزمني، يشعر المشاركون أنهم مقدرون ومهمون، مما يعزز التفاعل الإيجابي.
  • إدارة الوقت أثناء الاجتماع: في حال وجود موضوعات تستغرق وقتاً أطول من المقرر، يجب على المدير التنفيذي التدخل لتوجيه الاجتماع واحتوائه، مع تحديد أوقات للنقاشات إذا لزم الأمر.

التواصل الفعال داخل الاجتماع:

هل سمعت بقاعدة البيتزاتين؟  إحدى أعظم نصائح جيف بيزوس (مؤسس ورئيس تنفيذي سابق لشركة أمازون) هي “قاعدة البيتزاتين” الشهيرة. وفقًا لبيزوس، إذا كنت تحاول تحديد عدد الأشخاص الذين ستدعوهم إلى اجتماع لتضمن تواصل جيد واجتماع أكثر كفاءة، فاسأل نفسك: هل يمكنني إطعامهم ببيتزاتين فقط؟ 

واستنادًا إلى حسابات Fast Company، فإن هذا يعني من خمسة إلى ثمانية أشخاص، وهو ما يتفق مع دراسات أخرى حول حجم الاجتماع المثالي. كذلك يعد التواصل الفعّال جزءًا أساسيًا من أي اجتماع ناجح. يتم تطبيق إتيكيت الاجتماعات فيه، ويشمل ذلك الاستماع الجيد، والحديث بوضوح، والحفاظ على تفاعل الجميع. إليك بعض القواعد التي يجب على المديرين التنفيذيين اتباعها:

الاستماع الجيد:

في إتيكيت حضور الاجتماعات على المدير التنفيذي أن يكون مستمعًا جيدًا، من خلال الاستماع الفعّال، يمكنه فهم وجهات نظر الجميع قبل اتخاذ أي قرارات. والاستماع يضمن أيضًا أن الجميع يشعر بالتقدير وأن أفكارهم يتم أخذها بعين الاعتبار. لضمان ذلك يمكنك اتباع إستراتيجيات ومهارات الاستماع الفعّالة:

  •  الحفاظ على التواصل البصري مع المتحدثين دون أن تحدق فيهم بشكل مبالغ فيه.
  • انحنِ قليلاً دون التعدي على المساحة الشخصية وانتهاك خصوصية الآخرين.
  • إعادة صياغة ما قاله المتحدث للتعبير عن فهمك، وإبداء الملاحظات في الوقت المناسب لضمان التواصل الفعّال.
  •  استخدم الأسئلة لتوضيح المفاهيم غير الواضحة وتعزيز التفاهم.
  • حاول التخلص من المشتتات وتجنب الانشغال بالأمور الخارجية لضمان التركيز الكامل على المتحدث ، لا تشتت انتباهك بهاتفك أو أي أشياء أخرى تسرق الانتباه!
  • تذكر المبادئ الخمسة للمساءلة القيادية 5 C’s of Leadership Accountability لتعزيز الثقة والمساءلة بين الفريق وضمان قيام الأشخاص بما يقولون إنهم سيفعلونه.
  • انتبه إلى تعبيرات الوجه والاتصال غير اللفظي. كن حساسًا لتعابير الوجه وعواطف الآخرين لفهم مشاعرهم وتوجيه حديثك بناءً على ذلك.
  • أعلمهم أنك تستمع من خلال استخدم عبارات مثل “حسنًا” و “أخبرني المزيد” للتأكيد على استماعك وتشجيع المحادثة.
  • أما أهم استراتيجية، لا تحاول التفكير فيما ستقوله بينما يتحدث الشخص الآخر؛ بل كن مركزًا تمامًا في الاستماع وفهم ما يقوله المتحدث.

إدارة الحوار: 

يجب على المدير التنفيذي التأكد من أن الجميع يحصلون على فرصة للمشاركة في المناقشات. يمكن أن يساعد تخصيص وقت لكل مشارك أو استخدام تقنيات مثل “الدور” أو “التناوب” في إشراك الجميع.

الوضوح والإيجاز:

 عند حديث المدير التنفيذي أو أي مشارك، من المهم أن يكون الحديث واضحًا ومباشرًا، وتجنب الحشو والتكرار وكن مختصرًا لتحقيق أكبر فائدة من الاجتماع.

إدارة الاجتماعات عبر الإنترنت:

في العصر الرقمي، أصبحت الاجتماعات عبر الإنترنت جزءاً لا يتجزأ من حياة المديرين التنفيذيين، ومع ذلك، إليك بعض النصائح لضمان اجتماع ناجح عبر الإنترنت:

  • اختيار المنصة المناسبة: من المهم إختيار المنصة التي تكون مناسبة لجميع المشاركين، سواء كانت Zoom أو Microsoft Teams أو غيرها، ويجب التأكد من أن جميع المشاركين يعرفون كيفية استخدامها.
  • التركيز على الصوت والصورة: تأكد من أن الميكروفون والكاميرا يعملان بشكل جيد قبل بدء الاجتماع، ووجود تقطع في الصوت أو ضعف في الفيديو يمكن أن يعطل سير الاجتماع.
  • الاستعداد الفني: تأكد من أن جميع المشاركين قد قاموا بإعداد تقنياتهم مسبقاً، وأرسل تعليمات للمشاركين حول كيفية الانضمام إلى الاجتماع وماذا يجب عليهم القيام به إذا واجهوا مشاكل.

إدارة التوتر والمواقف الصعبة:

الاجتماعات قد تشهد في بعض الأحيان مواقف صعبة مثل النقاشات الحادة أو اختلافات في الرأي، وفي هذه الحالات، يعد المدير التنفيذي هو المسؤول عن الحفاظ على جو من الاحترام والاحترافية. إليك بعض الطرق للتعامل مع هذه المواقف من إتيكيت الاجتماعات:

  • التهدئة: عندما يتصاعد التوتر، يجب على المدير التنفيذي التدخل بسرعة لتهدئة الأجواء، واستخدام لغة هادئة والتأكيد على أهمية احترام الآراء المتباينة يمكن أن يساعد في الحفاظ على الهدوء.
  • الحيادية: في حال حدوث خلافات، من المهم أن يظهر المدير التنفيذي حياده ويشجع الجميع على التعبير عن آرائهم بشكل بناء.
  • التركيز على الحلول: بدلاً من التعمق في المشاكل، يجب أن يركز المدير التنفيذي على إيجاد حلول عملية، ويساعد هذا في تحويل الاجتماع من نقطة نزاع إلى نقطة حل.

 المتابعة بعد الاجتماع:

بعد الاجتماع، تعد المتابعة أمراً حيوياً لضمان تنفيذ القرارات التي تم اتخاذها، ويضمن المدير أن التوصيات أو القرارات التي تم التوصل إليها يتم تنفيذها بما يتماشى مع الأهداف المحددة. إليك ما يجب أن يقوم به المدير التنفيذي بعد الاجتماع:

  • إرسال ملاحظات الاجتماع: من الأفضل إرسال ملخص للاجتماع يتضمن النقاط الأساسية التي تم مناقشتها، بالإضافة إلى القرارات التي تم اتخاذها.
  • مراقبة التنفيذ: التأكد من أن كل شخص قد تم تكليفه بتنفيذ المهام أو القرارات الصادرة عن الاجتماع، وأن هناك متابعة منتظمة لضمان التقدم.
  • التقييم: من المفيد تقييم الاجتماع بعد الإنتهاء من خلال طلب ملاحظات من المشاركين حول كيفية تحسين الاجتماعات المستقبلية.

الاجتماعات هي حجر الزاوية لأي منظمة، واستخدام إتيكيت الاجتماعات بشكل فعّال يمكن أن يعزز الإنتاجية ويسهم في نجاح الأعمال بشكل عام.فهو ليس مجرد مجموعة من القواعد؛ إنه جزء أساسي من ثقافة العمل الفعّالة التي تساهم في تحقيق النجاح التنظيمي، ومن خلال التخطيط الجيد، والالتزام بالوقت، والتواصل الفعّال، والقدرة على التعامل مع التوتر والمواقف الصعبة، يستطيع المدير التنفيذي ضمان أن كل اجتماع يكون فرصة لتعزيز التعاون، وتوجيه الفريق، وتحقيق الأهداف الاستراتيجية.

 


هل كان المحتوى مفيد



اشترك في نشرتنا البريدية

احصل على نصائح والمعلومات حول برامجنا في مجال البرتوكول والإتيكيت والقيادة

  واتساب 👋