This content available in Arabic only.

الإتيكيت الرقمي وكيف يؤثر التواصل الإلكتروني على العلاقات المهنية؟

فبراير 14, 2024

الإتيكيت الرقمي وكيف يؤثر التواصل الإلكتروني على العلاقات المهنية؟

 

بقلم: أمل الكناني
تدقيق: الدكتور سعيد الكردي

هل مر عليك مصطلح Netiquette من قبل؟

مصطلح Netiquette يعرفه المركز الوطني للتعليم الإلكتروني بأنها “آداب الإنترنت” وهي: مجموعة القواعد السلوكية الواجب اتباعها في التواصل الإلكتروني مع الآخرين.

إن الإتيكيت الرقمي مفتاحك لبناء محطات تواصل ناجحة وفعالة في العالم الافتراضي، وهو بوابتك نحو علاقات مهنية متميزة لا تقوم فقط على الكفاءة والمهارة، بل وأيضًا على فهم واحترام قواعد التواصل الإلكتروني.

ذكرت زميلة لي أنها ضلت ترددت في نفسها وهي تخطو خطواتها المهنية في عالم العمل الافتراضي، حيث الأحلام والطموحات تتخطى حدود الزمان والمكان. استقبلتها رسائل الترحيب من زملائها الجدد عبر البريد الإلكتروني، وهي تجلس أمام شاشتها، تتأمل بيئة العمل الرقمية الافتراضية التي طالما تخيلتها.أمامها الآن فرصة لاكتشاف أسرار التواصل الفعال في الفضاء الرقمي، وقد كانت تدور في ذهنها عدة تساؤلات حول:

  • كيفية الحفاظ على الاحترافية في التواصل الإلكتروني؟
  •  كيف يمكن للإتيكيت الرقمي أن يعزز العلاقات المهنية ويسهم في بناء سمعة مهنية قوية؟
  • كيف يدير المحترفون تواصلهم الرقمي بما يتوافق مع قواعد الإتيكيت الرقمي بشكل يضمن استمرارية وتطور هذه العلاقات؟

هذه التساؤلات تجد أهميتها في زمن أصبحت فيه البصمة الرقمية للفرد جزءً لا يتجزأ من هويتك المهنية، وأصبح الإتيكيت الرقمي ليس مجرد خيار، بل ضرورة لكل فرد يسعى لتعزيز تواجده وتأثيره في العالم الرقمي. لمارك زوكربيرج مقولة هامة “عندما تشارك في المنتديات أو وسائل التواصل الاجتماعي، تذكر أن هناك شخصًا حقيقيًا وراء الشاشة. كن لطيفًا واحترم الآخرين.” 

في هذا المقال، ستكتشف:

  1. أهمية الإتيكيت الرقمي.
  2. كيف يؤثر التواصل الإلكتروني على العلاقات المهنية من خلال السوسيل ميديا والبريد الالكتروني.
  3. كيف يسهم ترك بصمة رقمية في خلق صورة صحيحة عنك.

هل تسعى لترك بصمة إيجابية في العالم الرقمي؟

إذا كانت إجابتك بنعم، فإن فهم وتطبيق الاتيكيت الرقمي يعد خطوة أساسية لا بد من اتخاذها. في عصر تتشابك فيه خيوط الاتصالات الرقمية بكل تفصيلة من تفاصيل حياتنا اليومية والمهنية، أصبح الإتيكيت الرقمي ليس فقط مجرد مجموعة من القواعد الأخلاقية، بل أساسًا لبناء وتعزيز العلاقات المهنية الناجحة.

لذلك يعد الإتيكيت الرقمي مجموعة من القواعد التي توجه سلوك الأفراد أثناء استخدام الأجهزة الرقمية والتواصل عبر الإنترنت. يشمل ذلك البريد الإلكتروني، ومنصات التواصل الاجتماعي، والمحادثات الفورية، وأي شكل من أشكال الاتصال الرقمي.

هل تعلم أن في السنوات الأخيرة، أصبحت عدد من الشركات تقوم بالبحث عن المرشحين وماذا قاموا بتغريد عنه أو كتابته وكذلك نوع متابعتهم في مواقع التواصل الاجتماعي قبل التعيين. تشير بعض الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من أرباب العمل (مثل المديرين التنفيذيين وموظفي الموارد البشرية) يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على مزيد من المعلومات حول المرشحين المحتملين.

تستند هذه الممارسة إلى الفرضية الأساسية أن محتوى مواقع التواصل الاجتماعي يعكس الشخصية والأخلاق والمهارات الشخصية للمرشح. يمكن للشركات استخدام هذه المعلومات للحصول على فكرة أفضل عن الشخص وقدرته على التأقلم مع ثقافة الشركة.

كن حذارً بشأن المحتوى الذي تشاركه عبر مواقع التواصل الاجتماعي. يقول إيلون ماسك “عندما تنشر محتوى على الإنترنت، تذكر أنه سيبقى هناك إلى الأبد. فكن حذرًا وتأكد من أنك تشارك ما يليق بك وبقيمك.” 

أهمية الاتيكيت الرقمي:

قالت أوبرا وينفري“التواصل الرقمي ليس مجرد كلمات تظهر على الشاشة، إنه يمثل أنت وشخصيتك. اجعلهم يتذكرونك بلطف وتعاون.”  هنا سنتحدث عن أهمية الاتيكيت الرقمي وتشمل الآتي:

  1. يعزز من صورتك المهنية عبر الإنترنت، ويعكس احترافية وجدية تعاملك.
  2. تحسين التواصل وتجنب سوء الفهم بسبب طبيعة الاتصال غير المباشر.
  3. بناء الثقة والاحترام بين الزملاء والعملاء عبر الإنترنت.
  4.  تعزيز إنتاجية الفريق وكفاءة العمل.
  5. الحفاظ على بيئة عمل إيجابية وداعمة.

تأثير الإتيكيت الرقمي على العلاقات المهنية

في عصر يمثل البعد الرقمي جزء مهم وأساسي على جميع جوانب الحياة، يبرز الإتيكيت الرقمي كعنصر أساسي لتوجيه التفاعلات. هذا النوع من الإتيكيت يتجاوز مجرد معرفة كيفية استخدام الأدوات التكنولوجية؛ إذ يشمل أيضًا الوعي بالمعايير المهنية والأخلاقية التي تحكم التواصل في هذه البيئة الافتراضية. فإن قواعد الإتيكيت الرقمي جزء رئيسي من المهارات الضرورية في العمل، حيث تلعب دوراً مهماً في تشكيل الصورة المهنية للأفراد والمنظمات على حد سواء. نستعرض بعضاً من قواعد الإتيكيت الرقمي:

الجانب الإتيكيت الرقمي التأثير على العلاقات المهنية
المراسلات الإلكترونية استخدام لغة مهذبة وواضحة يعزز الفهم المتبادل ويقلل من سوء التفاهم
الاجتماعات عبر الإنترنت الالتزام بالمواعيد والاستعداد الجيد يبني الاحترام المتبادل ويظهر الاحترافية
الخصوصية احترام خصوصية الآخرين وعدم مشاركة المعلومات دون إذن يقوي الثقة ويحمي سمعة الفرد والمؤسسة
النقد البناء تقديم التغذية الراجعة بشكل بناء يسهم في النمو المهني ويحافظ على العلاقات الإيجابية
التفاعل في وسائل التواصل الاجتماعي نشر المحتوى بمسؤولية واحترام آراء الآخرين يعزز الصورة المهنية ويوسع شبكة الاتصالات

كيفية تعزيز الإتيكيت الرقمي في العلاقات المهنية

  • الوضوح والاختصار في التواصل، هذا يساعد على تجنب الالتباس ويضمن فهم الرسائل بشكل صحيح.
  • الاحترافية في المحتوى تجنب اللغة غير الرسمية والاستخدام المفرط للرموز التعبيرية في الاتصالات المهنية.
  • الرد على الرسائل في وقت مناسب يعكس الاحترام لوقت الآخرين.
  • التحقق من المعلومات قبل مشاركتها.
  • التمييز بين الاتصالات الشخصية والمهنية، هذا يحافظ على الحدود المهنية ويقي من الأخطاء المحتملة في الاتصال.

إتيكيت البريد الإلكتروني:

أصبح إرسال البريد الإلكتروني مهمة يومية في الأعمال الخاصة، ومن ميزاته أنه غير مكلف مثل الاتصالات الهاتفية كما أنه لا يلزم تواجد الشخص في نفس اللحظة لاستلام الرسالة فيمكنه استلامها بأي وقت. 

تذكر أن كل ما هو خارج من صندوق البريدي الإلكتروني يعتبر وثيقة رسمية يحاسب عليها القانون، بجانب أنها تعبر عن عاداتك وسلوكياتك وطريقة تعامل، لذا عليك أن تعلم القواعد الأساسية الخاصة بإرسال البريد الإلكتروني حتى تعطِ انطباعًا جيدًا عن نفسك:

العنوان البريد الإلكتروني للمستلم:

  • التأكد من العنوان البريدي للشخص المستقبل للرسالة، فإذا كان العنوان غير مسجل على قاعدة بيانات بريدك الإلكتروني، وتحتاج إلى كتابته يجب التدقيق في الأحرف والأرقام لأن أي خطأ في كتابة حرف واحد أو نسيانه يمكن أن يتسبب في عدم وصول الرسالة.
  • إذا كان لديك أكثر من شخص مسجل بنفس الاسم يجب التأكد أنك اخترت الاسم أو العنوان المطلوب. وخاصة أن معظم برامج البريد الإلكتروني تقدم خدمة الاستكمال الآلي للعناوين إذا كانت مسجلة مسبقًا في بريدك لتفادي الخطأ في إعادة الكتابة وتوفير الوقت. هنا أنوه على أهمية إدراج عنوان المرسل قبل إرسال الرسالة حتى تتأكد من كامل الرسالة وارفاق المرفقات إن وجدت ويمكن زيادة الوقت الذي تحتاجه لخروج الرسالة من صندوق من تبويب إعدادات ويمكنك البحث في اليوتيوب طريقة ذلك على حسب تطبيق: اوت لوك أو جي ميل او ياهو وغيرها.
  • لا توجد مشكلة عند كتابة عنوان البريد الإلكتروني للمرسل إليه بالأحرف الكبيرة أو الصغيرة، لأن العناوين غير حساسة بالنسبة للحروف الكبيرة أو الصغيرة.
  • في خانة to ضع عنوان المرسل إليه أو إليهم. عند إرسال رسالة إلى مجموعة من الناس يجب وضع عناوينهم أمام كلمة BCC وليس أمام T أو أمام Cc، فبهذه الطريقة تبقى عناوينهم مخفية في رسالتك، وبالتالي تتم حماية خصوصياتهم. 

الموضوع البريد الإلكتروني:

كتابة العنوان أمام كلمة الموضوع Subject فوضع عنوان لرسالتك مهم ليعرف المرسَل إليه أهمية الرسالة فتوفر شيئًا من وقته ويستطيع أن يقرر إن كان سيقرأ الرسالة الآن أم أنها تحتمل التأخير. 

الرسالة المرسلة:

    1. تأكد من كتابة “الأستاذ/ الأستاذة- السيد/السيدة” والأزمات الصحيحة كمفردة: سعادة، مكرم.. الخ قبل كتابة اسم المرسل إليه في الرسالة وخاصة في المراسلات الرسمية. في المصادر الإثرائية ستجد دليل لذلك.
    2. تأكد من اسم المرسل إليه، راجع طريقة الكتابة الصحيحة لاسمه مرتين أو ثلاث مرات، فلا يوجد شيء مزعج أكثر من كتابة اسم الشخص بطريقة خاطئة. 
    3. كتابة تحية وخاتمة مناسبة في كل الرسائل الإلكترونية الخاصة بالعمل.
    4. توقيع الرسالة وذكر المعلومات الخاصة بك ووسيلة الاتصال وعدم الاعتماد على أن المستقبل لها سيتعرف عليك من خلال بريدك الإلكتروني. 
    5. اختصر رسالتك قدر الإمكان فحتى تُقرأ يجب أن تكون (قصيرة ومختصرة ومباشرة وواضحة وفي صلب الموضوع فاختر كلماتك بحكمة).
    6. استخدام الحروف الكبيرة عند كتابة رسالتك باللغة الإنجليزية تدل على أنك غاضب وتصرخ It is like you are shouting في وجه قارئ الرسالة فابتعد عن ذلك.
    7. اختصار الكلمات الشائعة غير مبرر فعلى سبيل المثال كلمة y  u تتم كتابته u، يمكن أن يكون الشخص المستقبل للرسالة غير معتاد على هذه الاختصارات فلا يستطيع فهمها ولا يحدث أي لبس أو سوء تفاهم.
    8. لا تقم بإدراج كثيرٍ من علامات الاستفهام أو التعجب بجانب بعضها لأنها تدل على عدم المهنية. 
    9. وضّح نوعية الملف للمرسل إليه، وأعطه فكرة مختصرة عنه. وتجنب إرسال ملفات مرفقة ضخمة.
    10. إرسال صورة يلزمك حفظ الصورة بصيغة jpg ليكون الملف أصغر ما يمكن، أما الحفظ بصيغةbmp فيجعل الملف كبيرًا جدًا، مما يأخذ وقتًا طويلًا في تحميله، وفي تنزيله، ويحتل مكانا كبيرًا في صندوق البريد.
    11. النقطة التالية تندرج تحت القانون وقواعد الأمن السيبراني: لا تفتح أي ملفات أو روابط “link ” مرفقة تصلك عبر الانترنت دون التأكد من حقيقتها، فقد تكون ملفات فيروسات أو برامج تجسس.

إتيكيت شبكات التواصل الاجتماعي:

شهدت الفترة الأخيرة من القرن الحادي والعشرين تطورات هائلة في دور شبكات التواصل الاجتماعي تويتر – انستغرام – سناب شات – فيس بوك – يوتيوب – تيك توك)، والتي أعطت المستخدمين فرصة غير مسبوقة للوصول السريع إلى شريحة كبيرة من الجمهور والتواصل معهم افتراضياً بعض النظر عن موقعهم الجغرافي.

لذا عليك أن تعلم القواعد الأساسية الخاصة بإتيكيت شبكات التواصل الاجتماعي:

  1. تتحمل كافة المسؤولية عن المنشورات الصادرة من الحساب، أو المفضلة فيه، أو المعادة من الحسابات الخارجية. اهتم بلغة الكتابة والنصوص الكتابية المستخدمة في الحسابات:
  2. تجنب اللغة العامية، واكتب باللغة العربية المفهومة وإن أردت الاقتباس أو النقل فضع المنقول بين علامتي تنصيص في نهاية التغريدة.
  3. يكون النص واضحاً مفهوماً لا لبس فيه من الكلمات والمصطلحات المعقدة أو المبالغ فيها.
  4. تستخدم النصوص المكتوبة باللغة الإنجليزية في حالة الاحتياج لمخاطبة المستفيدين بهذه اللغة.
  5. خلو النص من الأخطاء اللغوية والإملائية.

الإتيكيت الرقمي هو كنز لعلاقتك المهنية:

يقول تيم كوك “احترم خصوصية الآخرين على الإنترنت كما تحترم خصوصيتك الشخصية. لا تنشر معلومات خاصة بأشخاص آخرين دون إذنهم.”     

وفي نهاية حديثنا عن الاتيكيت الرقمي ودوره الفعّال في تعزيز وتقوية العلاقات المهنية، لا بد من التأكيد على أن كل خطوة نتخذها في الساحة الرقمية تعكس صورتنا المهنية وتؤثر على علاقاتنا في العمل.

كما هو الحال في بدايات أي مسيرة مهنية، قد يجد البعض نفسه أمام تحديات تتعلق بالتواصل الرقمي. من الطبيعي أن تواجه صعوبات في البداية، سواء كان ذلك بسبب سوء فهم الرسالة الإلكترونية أو عدم القدرة على تحديد اللحظة المناسبة لإرسال بريد إلكتروني مهم. لكن المهم في الإتيكيت الرقمي هو أنه يمكن تعلمه وتحسينه مع مرور الوقت.

الإتيكيت الرقمي ليس فقط مجموعة من القواعد التي يجب اتباعها بل هو أسلوب حياة يعكس احترامنا لأنفسنا وللآخرين في عالم الإنترنت الكبير، إنه بالفعل استثمار في مستقبلك المهني وسمعتك بين زملائك وعملائك.

لذا، استمر في السعي نحو الأفضل، وتذكر أن كل رسالة إلكترونية، وكل تغريدة، وكل تعليق، يحمل في طياته القدرة على بناء جسور التواصل والعلاقات أو هدمها، الإتيكيت الرقمي هو كنز لعلاقتك المهنية، فاحرص على استثماره بالشكل الأمثل.

اكتشف ما إذا كنت متقن مهارات الإتيكيت الرقمي في بيئة العمل

اكتشف ما إذا كنت متقن مهارات الإتيكيت الرقمي في بيئة العمل من خلال مقياس الإتيكيت الرقمي في بيئة العمل مجاني بشكل كامل.

 


هل كان المحتوى مفيد



اشترك في نشرتنا البريدية

احصل على نصائح والمعلومات حول برامجنا في مجال البرتوكول والإتيكيت والقيادة

  واتساب 👋