يناير 28, 2024
بقلم: أمل الكناني
تدقيق: الدكتور سعيد الكردي
“السلوك الجيد يفتح لك أبوابَ أفضلِ جامعات العالم، لا تفتحها لك!” استحضرت تلك العبارة التي ترددت على مسامعي طوال فترة دراستي عندما خطوت نحو بوابة أول وظيفة التحقت بها، وهي وظيفة الأحلام بالنسبة لي، طالما حلمت بالانضمام إليها. تبادلت التحية مع زملائي الجدد وجلست أتأمل تلك البيئة العملية الجديدة.
الفرصة أمامي لاكتشاف بيئة عمل جديدة، رأيت بيئة عملٍ راودتني دائمًا في مخيلتي. لا أخفي عليكم، كان يتبادر في ذهني عدد من الاستفسارات حول كيف أستطيع أن أوازن بين حياتي المهنية وحياتي الخاصة؟ كيف يديرون موظفون ناجحون حياتهم المهنية؟ كيف يجدون الوقت للهوايات ويوفقون بين العمل وواجباتهم العائلية ويجدون أوقات فراغٍ يستطيعون فيها التنفيس عن ضغوطات العمل؟
هذا المشهد قد يحدث مع أغلبنا، لأن معظمنا لديه معتقدات خاطئة عن بيئة العمل، فالإتيكيت في بيئة العمل لا يعني أنك تتعامل بصرامة طوال الوقت، ولكن الإتيكيت في بيئة العمل هو مجموعة من القواعد والتصرفات التي تحدد سلوك الموظفين وتوجههم في التفاعل مع بعضهم البعض ومع البيئة المهنية.
يشكل الإتيكيت أساسًا راسخًا في بناء علاقات احترافية قوية، ويعكس الاحترام المتبادل بين أفراد الفريق الذي تعمل فيه. في هذا المقال، سنستكشف سويًا أهمية الإتيكيت في العمل وقواعده.
إذا كان الجواب نعم! فعليك أن تولي اهتمامًا كبيرًا لإتيكيت العمل الوظيفي. فالالتزام بقواعد الإتيكيت الوظيفي يُعد استثمارًا في مستقبلك المهني.
تظهر أهمية الإتيكيت في بيئة العمل بوضوح عند التفاعل مع زملاء العمل، فهو يعكس مدى احترافيك واحترامك للآخرين. قد تكون الشركات الكبيرة مهتمة بتوظيف موظفين يدركون أهمية هذا الجانب، حيث يكمن سر النجاح في العلاقات الاحترافية في استمرارية الاحترام والتعاون. يلعب الإتيكيت دورًا حاسمًا في تحويل التفاعلات اليومية في الشركات والمؤسسات إلى تفاعلات إيجابية وأكثر إنتاجية. ويأتي ذلك ضمن الإطار الآتي:
يفتح الإتيكيت الأبواب أمام بناء علاقات مهنية قوية، حيث يسهم في تحقيق التفاهم والثقة.
يساهم السلوك اللائق في تعزيز فاعلية الفريق وتحقيق الأهداف المشتركة بشكل أسرع وأكثر فعالية.
الالتزام بقواعد الإتيكيت يسهم في خلق بيئة عمل احترافية ومريحة للجميع.
يؤثر الإتيكيت بشكل إيجابي على جودة العمل والإنتاجية، لأنه يعمل على خلق بيئة عمل إيجابية تحفز الموظفين على تحقيق أفضل أداء.
الالتزام بالإتيكيت يساهم في بناء سمعة إيجابية للفرد والشركة، مما يؤثر إيجابًا على العلاقات مع الزملاء والعملاء والشركاء.
تعد قواعد الإتيكيت في العمل دليلًا للموظفين للتصرف بشكل صحيح ومحترف، وتكمن في هذه القواعد الأسس التي ينبغي على الجميع احترامها للمحافظة على سمعة إيجابية في بيئة العمل. نستعرض بعض إتيكيت العمل الوظيفي التي تًسهمً في الارتقاء بالمؤسسات وموظفيها:
بعض قواعد اتيكيت العمل |
|
اللباقة في التحية | استخدم التحية بلباقة عند الالتقاء بزملائك، هذا يشجع على بناء علاقات إيجابية. |
الابتسامة والإيجابية | يُظهِر التفاؤل والابتسامة قوة الشخصية، ويُسهِم في خلق جو إيجابي في مكان العمل، فاحرص على التحلي بالابتسامة ونشر الإيجابية في تفاعلاتك اليومية. |
الاحترام والاهتمام بالآخرين | يُظهِر الاحترام والاهتمام بالزملاء تقديرك لهم، تعامل بلطف واحترام مع الجميع وكن على استعداد لتقديم المساعدة عند الحاجة. |
الاتصال الفعّال | حاول تحسين مهارات الاتصال الخاصة بك، سواء كان ذلك في التحدث أو الاستماع، لتعزيز التفاهم وتجنب التوترات. |
التعامل بالاحترافية | السلوك الاحترافي يساعد في بناء وبقاء صورتك قوية ومتزنة تجاه الآخرين. حتى في الظروف الصعبة، يجب عليك الظهور بشكل احترافي من خلال تجنب الانفعالات السلبية في مواجهة التحديات، قم باستخدام الحكمة والروية في التعامل مع المواقف الصعبة، مما يظهر نضجًا واحترافية في ردود فعلك. |
استخدام الهاتف بلباقة | عند استخدام الهاتف في العمل، تجنب الحديث بصوت عالٍ وتأكد من أن مكالماتك الشخصية لا تؤثر على الآخرين وعلى عملك أيضًا. سنتحدث في مقالة قادمة عن إتيكيت استخدام الهاتف بشكل مفصل. |
الالتزام بالمواعيد واحترام الخصوصية | كن دقيقًا في الوقت والمواعيد. كذلك من الضروري الامتناع عن استخدام أدوات خاصة بأحد الزملاء من دون الاستئذان، فضلًا عن عدم الجلوس على مكتب الغير أثناء عدم تواجده. |
التعاون مع الزملاء | إن التعاون وتقديم المساعدة للزملاء عند الحاجة أمر ضروري، فالتفاعل الإيجابي يساهم في بناء فريق عمل قوي. |
الانضباط الذاتي | حافظ على الانضباط الذاتي في مواقف الضغط لأن التحكم في ردود الفعل العاطفية يعكس قوة واستقرارًا. |
إتيكيت العمل الوظيفي هو السر الذي يفتح أبواب التميز والنجاح في ساحة العمل، اعتنِ بتطبيقه بحذافيره لتحقيق النجاح والتميز في مسارك المهني. تذكر أن الإتيكيت في بيئة العمل ليس مجرد قائمة من القواعد، بل هو نهج حياة يشكله التفاعل الإيجابي في العمل، لذا، احترم الآخرين، وكن لبقًا في التعامل، وابتسم بإيجابية، فالإتيكيت ليس مجرد قاعدة، بل هو أسلوب حياة!
من الطبيعي أن تشعر بالتوتر عندما تبدأ في وظيفتك الأولى بعد التخرج أو عندما تقوم بتغيير مجالك المهني تنتقل إلى شركة أو صناعة جديدة تمامًا. ولكن من المهم أيضًا أن تتذكر أنه يُسمح بارتكاب الأخطاء؛ حيث لا أحد كامل. طالما أنك تتطور وتتعلم من تلك الأخطاء باستمرار، وتبذل جهدًا لتجنب ارتكاب نفس الخطأ في المستقبل، فسيلاحظ زملاؤك ذلك.
أخيراً، يُظهر الالتزام بهذه القواعد والسلوكيات اللائقة قوة الشخصية واحترافية. الإتيكيت ليس فقط واجبًا، بل هو استثمار في مستقبلك المهني وسمعتك الشخصية. استمر بالاجتهاد وستحصد النتيجة 🙂
وأخيراً يمكنك تجربة مقياس مهارات الإتيكيت الشخصي بشكل مجاني واكتشف ما إذا كانت لديك المهارات اللازمة للنجاح.
هل كان المحتوى مفيد