مايو 29, 2025
هل تعلم أن دراسة حديثة لـ Gallup كشفت أن 37% فقط من الموظفين يشعرون بأنهم يُعاملون باحترام في مكان العمل؟ هذا النقص المقلق في الاحترام لا يؤثر فقط على معنويات الأفراد وإبداعهم، بل يمتد ليضر بأداء الفرق ويزيد من تكاليف دوران الموظفين.
في قلب هذه المشكلة، غالبًا ما تكمن تحديات في التواصل أو لغة التواصل المهني، فالكلمات التي نستخدمها يوميًا لها قوة هائلة؛ يمكنها أن تبني جسور الثقة أو أن تهدمها، وأن تساهم في خلق ثقافة تنظيمية إيجابية أو أن تعزز بيئة سلبية. إن السلوكيات الصغيرة والإجراءات اليومية، وعلى رأسها طريقة تواصلنا، هي التي تصنع الفارق الأكبر في تشكيل علاقات مهنية صحية ومثمرة.
يهدف هذا المقال من إرساء للإستشارات إلى تزويدك بأدوات عملية لتحسين تواصلك المهني وفهم البيئة من حولك بشكل أفضل. سنتناول قسمين رئيسيين: الأول يركز على تطوير لغتك الشخصية لتجنب العبارات الدفاعية، والثاني يساعدك على قراءة وفهم ثقافة مكان عملك من خلال العبارات الشائعة فيه.
الدفاعية هي رد فعل طبيعي عند مواجهة محادثات صعبة أو ردود فعل غير متوقعة؛ إنها غريزة لحماية أنفسنا. لكن في السياق المهني، يمكن أن تكون هذه الدفاعية عائقًا كبيرًا أمام النمو والتطور وبناء الثقة. تخيل العمل مع شخص يردد دائمًا “هذا ليس خطأي.”! كيف يشعرك ذلك؟ غالبًا ما يخلق شعورًا بالإحباط ويعيق إيجاد الحلول.
القيادة الحقيقية، والاحترافية العالية، تأتي من المساءلة وليس من تقديم الأعذار. تحمل المسؤولية يظهر النضج ويبني الثقة، خاصة عندما تسوء الأمور. إنه يرسل رسالة واضحة للآخرين: “أنا هنا لحل المشاكل، وليس لإلقاء اللوم”. المهنيون الأكثر احترامًا لا يتجنبون اللحظات الصعبة، بل يتحملون مسؤوليتهم فيها ويبحثون عن حلول بناءة. التحول من رد الفعل الدفاعي إلى الاستجابة المسؤولة هو مفتاح التواصل الفعال.
إدراكًا لقوة الكلمات، دعنا نستعرض 10 عبارات شائعة في لغة التواصل المهني قد تبدو عفوية لكنها غالبًا ما تُفهم بشكل سلبي أو تظهرك بمظهر دفاعي أو غير متعاون، بجانب كل عبارة، سنقدم بديلاً أكثر فعالية واحترافية يساعدك على بناء علاقات أقوى وتعزيز بيئة عمل أكثر احترامًا وإنتاجية:
1.”هذا ليس خطأي”❌
تُظهر استعدادًا للمساعدة والتركيز على الحلول.
2. “هذه هي الطريقة التي اعتدنا عليها دائمًا.” / “لطالما فعلنا الأمور بهذه الطريقة.”❌
تُظهر انفتاحًا على التحسين والتطوير.
3. “لم أكن أعلم بذلك.”❌
تُظهر تحملًا للمسؤولية والتزامًا بالمعرفة.
4. “هذا ليس ما قلته.”❌
تركز على توضيح الفهم المتبادل بدلاً من النفي.
5. “لم يكن لدي وقت.”❌
تقدم تفسيرًا صادقًا مع خطة عمل واضحة.
6. “أنت لا تفهم.”❌
تركز على تحسين طريقة شرحك أنت.
7. “الأمر ليس بهذه الأهمية.”❌
تعترف بأهمية الموضوع للطرف الآخر وتظهر استعدادًا للتعاون.
8. “هذا غير عادل.”❌
تطلب توضيحًا بطريقة موضوعية ومحترمة.
9. “أنت مخطئ.”❌
تقدم وجهة نظرك كبديل للنقاش وليس كهجوم.
10 “أنا لا أوافق.”❌
تُظهر احترامًا لوجهة النظر الأخرى مع فتح الباب لإيجاد حلول وسط.
تعتبر ثقافة مكان العمل من العوامل الحاسمة التي تؤثر على رضا الموظفين وإنتاجيتهم وولائهم للمؤسسة. إنها مجموعة القيم والمعتقدات والمهارات الناعمة التي تعزز النمو المهني والممارسات التي تشكل بيئة العمل وتحدد كيفية تفاعل الموظفين مع بعضهم البعض ومع الإدارة. في كثير من الأحيان، لا يتم التعبير عن هذه الثقافة بشكل صريح، بل تتجلى في العبارات واللغة التي يستخدمها الموظفون والمديرون في لغة التواصل المهني بشكل يومي. هذه العبارات، سواء كانت إيجابية أو سلبية، تكشف الكثير عن طبيعة بيئة العمل السائدة.
يمكن أن يساعدك التعرف على هذه العبارات في فهم ديناميكيات مكان عملك بشكل أعمق والتمييز بين البيئات الصحية والسامة وتعزز من لغة التواصل . إليك بعض العبارات التي تظهر ما يحدث بالفعل:
تعكس هذه العبارة نهجًا استباقيًا في تقديم الدعم، بدلاً من انتظار المشكلات لتظهر.
ترسخ هذه العبارة ثقافة تحمل المسؤولية بشفافية وعدم خوف.
تقدير وجهات النظر المختلفة وتشجيع التفكير المتنوع.
التعامل مع الإخفاقات كفرص للتعلم والنمو.
احترام الحاجة إلى التفكير المتأني قبل اتخاذ القرارات.
إعطاء الأولوية للرفاهية والاستقرار على المدى الطويل.
تشجيع التفكير النقدي وتحدي الافتراضات.
وضع الإنسان في المقام الأول.
تقدير الحوار الصادق والمفتوح.
يُظهر السعي المستمر نحو التطوير والتحسين.
يمكنك تجربة مقياس إتيكيت وآداب بيئة العمل، لن يستغرق الأمر اكثر من 10 دقائق
الخلاصة: لغتك هي مفتاح علاقاتك المهنية
إن تبني لغة تتسم بالمساءلة والاحترام والانفتاح ليس مجرد تغيير سطحي، بل هو استثمار حقيقي في علاقاتك المهنية وفي بيئة العمل ككل ويساعدك انك تعرف كيف تجعل الآخرين يصغون إليك حقًا؟. عندما نتجنب العبارات الدفاعية ونختار بدائل تركز على الفهم والحلول والتعاون، فإننا لا نعزز فقط من احترافيتنا وتأثيرنا، بل نساهم أيضًا في بناء ثقافة عمل أكثر إيجابية وإنتاجية للجميع. ابدأ بمراقبة كلماتك اليوم، وجرب استخدام هذه البدائل المقترحة، ولاحظ الفرق الذي يمكن أن تحدثه هذه التغييرات البسيطة في مسارك المهني.
بالإضافة إلى تطوير لغتك الشخصية، فإن الانتباه إلى اللغة السائدة من حولك يمكن أن يمنحك رؤى قيمة حول ثقافة مكان عملك الحقيقية. ابدأ بمراقبة كلماتك وكلمات الآخرين اليوم، وجرب استخدام البدائل الإيجابية، وكن واعيًا للرسائل الخفية في العبارات الشائعة. هذه الوعي المزدوج – بالذات وبالبيئة – هو أساس التواصل المهني الفعال والناجح.
هل كان المحتوى مفيد