فبراير 25, 2024
بقلم: أمل الكناني
تدقيق: الدكتور سعيد الكردي
“الانطباع الأول يدوم”، هذه الحقيقة لا تقتصر فقط على لقاءاتنا الشخصية فقط، بل نجدها في السوق المهني أيضًا، تذكر أول يوم عمل لك وأنت تخطو على عتبة مكتبك الجديد، ويمتلكك شعور بالمسؤولية تجاه كيفية تقديم نفسك والتفاعل مع زملائك، لم يكن الأمر يتعلق بالمهارات الفنية وحسب، بل بكيفية تطبيق مهارات الاتيكيت الوظيفي التي ستمهد لك طريق النجاح والاستثمار في هذه البيئة الجديدة.
بغض النظر عن نوع الوظيفة التي تعمل بها، فمن المحتمل أن يتوقع من حولك بأنك تمتلك مهارات الاتيكيت الوظيفي من أجل تحقيق أداء أفضل في عملك.
يمكن أن تكون معرفة مهارات الاتيكيت الوظيفي الأساسية في بيئة عملك أداة لا تقدر بثمن في تثبيت مكانك وجدارتك في الشركة وبناء العلاقات التي تحتاجها لتكون ناجحًا في حياتك المهنية.
أعلم أنه يدور في ذهننا عدة أسئلة ومنها: كيف تتعامل مع تحديات العمل اليومية بأسلوب لبق؟ كيف يمكنك التأكد من أنك نقدم نفسي كعضو فعّال في الفريق؟ وكيف تنجح في بناء علاقات عمل قوية تساعدك في تطورك المهني؟
ممارسة وتطبيق الإتيكيت في مجال العمل ضرورية لك من زوايا عديدة وسوف تساعدك على اكتساب احترام زملائك في العمل. والسر يكمن في فهم وتطبيق مهارات الاتيكيت الوظيفي، التي تتجاوز مجرد اللباقة إلى تطوير تفاعلات مهنية إيجابية تعود بالنفع على الفرد ومكان العمل على حد سواء.
في هذا المقال، سنستعرض أهم خمس مهارات الاتيكيت الوظيفي التي تعد حجر الأساس لأي شخص يسعى للتميز والنجاح في مجاله، من الاحترافية في التعامل إلى الوعي بأهمية التواصل الفعّال، كل مهارة تعد بمثابة قطعة أساسية في بناء صورة مهنية راقية تساعدك على التقدم في المستقبل.
النصيحة الأولى: إنشاء انطباع أولي مميز:
إن اللحظات الأولى من لقاء شخص جديد يساهم بشكل كبير في تشكيل الانطباعات. لهذا السبب، من الضروري جدًا أن تقدم نفسك بشكل يعكس مهنيتك واحترافيتك. اهتمامك بلغة جسدك يلعب دورًا كبيرًا هنا.
تأكد من أن وضعيتك تعبر عن الثقة وأن تحافظ على اتصال العين والابتسامة بطريقة طبيعية، مما يجعل الآخرين يشعرون بالراحة والترحيب عند التفاعل معك.
من المهم أيضًا أن تكون على دراية بالقواعد والأعراف المتبعة في بيئة عملك، بما في ذلك قواعد الملابس والسلوك العام. الاستعداد مسبقًا لهذه الجوانب يضمن لك عدم الوقوع في أي مواقف محرجة أو غير مريحة، كما يعد الالتزام بالمواعيد والحضور في الوقت المناسب لأي اجتماع أو موعد هام علامة على احترامك وتقديرك لوقت الآخرين.
تحضير نفسك جيدًا للقاءات الهامة يعني أيضًا مراجعة الموضوعات المطروحة والتفكير في أي أسئلة قد تُسأل، وذلك لتظهر مستعدًا ومهتمًا. هذا لا يعكس فقط مدى احترافيتك، ولكنه يساعد أيضًا في بناء علاقة إيجابية مع الأشخاص الجدد الذين تلتقي بهم.
النصيحة الثانية: الابتعاد عن المشاركة في القيل والقال
كيفية تعاملك مع الآخرين في بيئة العمل يمكن أن تكشف الكثير عن شخصيتك ومبادئك، من الضروري تجنب الوقوع في فخ الحديث السلبي أو الانخراط والمشاركة في القيل والقال عن الزملاء، حتى في الأوقات التي تشعر فيها بالإحباط أو الضيق من موقف معين، حاول أن تحافظ على مستوى عالي من الاحترافية واللباقة في تعاملاتك.
يجب أن يتسم تفاعلك مع الجميع في مكان العمل، سواء كانوا مديرين أو زملاء أو أشخاصًا تحت إشرافك، بالاحترام والتفهم، تجنب إصدار الأحكام السريعة أو التحدث بشكل سلبي عن الآخرين، لأن هذا يمكن أن يسبب مشاكل ليس فقط للشخص المعني ولكن لك أيضًا، من حيث صورتك المهنية وعلاقاتك داخل مكان العمل.
إذا كنت تواجه مشكلة مع شخص ما في العمل، من الأفضل محاولة حل الموقف بطريقة بناءة ومباشرة مع الشخص المعني، بدلاً من نشر الشكاوى أو الانتقادات بين الزملاء. هذا النهج لا يساعد فقط على حل المشكلات بطريقة أكثر فعالية، ولكنه يعزز أيضًا ثقافة الاحترام والصدق داخل مكان العمل.
النصيحة الثالثة: التواصل هو الركن الأساسي لعلاقاتك المهنية
القدرة على التواصل بفعالية تعد من الأسس الرئيسية لإتيكيت العمل. في كثير من الأحيان، ليست المشكلة فيما تقول، بل في كيفية قولك للأمور. لذا، يجب الانتباه جيدًا إلى طريقة تحدثك مع زملائك، سواء كان ذلك خلال الاجتماعات أو في المحادثات الثنائية.
عند التعامل مع البريد الإلكتروني، من الضروري التأكد من أن رسائلك مكتوبة بوضوح وبدون أخطاء إملائية. تذكر دائمًا أن البريد الإلكتروني يمكن أن يكون سجلاً دائمًا للتواصل، لذا يجب الحرص على عدم كتابة أي شيء قد تندم على قوله بشل مباشر لشخص ما.
من المهم أيضًا التفكير في لهجة الرسالة والانتباه إلى كيفية قد يفسرها الآخرون. في بعض الأحيان، قد يُساء فهم النص بسبب عدم وجود إشارات غير لفظية كتعبيرات الوجه مثلا.
لذا، عند كتابة البريد الإلكتروني أو أي نوع آخر من الرسائل، حاول أن تكون واضحًا ومباشرًا قدر الإمكان، وفكر في إضافة كلمات تساعد على توضيح نبرتك أو مقصدك.
يمكنك اختبار معرفتك في ذوقيات وآداب التواجد في العالم الرقمي باختبار تم اعداده من قبل إرساء، لن يستغرق منك سوى خمس دقائق، للإختبار اضغط هنا
النصيحة الرابعة: استيعاب ثقافة مكان العمل
فهم ثقافة مكان العمل والسير على خطاها قد يبدو تحديًا في البداية، خصوصًا إذا كنت جديدًا في الوظيفة، إليك بعض النصائح لتسهيل هذه العملية التي ستكون ضمن الإطار الآتي:
النصيحة الخامسة: الحفاظ على الاحترافية في العمل
التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية يبدأ من كيفية تقديم نفسك في العمل، إليك بعض النصائح لتحافظ على احترافيتك ومهنيتك:
الاتيكيت الوظيفي ليس فقط عن السلوكيات الصحيحة، بل هو أيضًا عن بناء العلاقات الإيجابية وتعزيز بيئة عمل تشجع على الاحترام المتبادل. مهارات الاتيكيت الوظيفي تمكنك من التنقل بسهولة أكبر في مختلف المواقف المهنية، مما يعزز من فرص نجاحك وتقدمك في مسيرتك الوظيفية.
من خلال تطبيق مهارات الاتيكيت الوظيفي، تظهر احترافيتك وتقديرك للآخرين، مما يعكس بشكل إيجابي على شخصيتك المهنية. الالتزام بقواعد الاتيكيت الوظيفي يعد استثمارًا في مستقبلك المهني، حيث أن كل تفاعل وكل قرار يسهم في تشكيل وانعكاس صورتك كموظف محترف في مهنتك!
يمكنك قياس مهارات الاتيكيت الوظيفي لديك: من خلال مقياس الاتيكيت المهني.
هل كان المحتوى مفيد