This content available in Arabic only.

إتيكيت وسلوكيات شهر رمضان المبارك

مارس 14, 2024

آداب شهر رمضان

 

بقلم: فريق إرساء
تدقيق: الدكتور سعيد الكردي

شهر رمضان هو شهر الاجتهاد في العبادة واستعادة الروحانيات، والصوم وترويض النفس على أعمال الخير بجانب العبادات. هو الشهر  الذي يتم انتظاره بشغف وحب، لأنه فرصة تزيد من تقربنا إلى الله، وتطهير النفس.

هذا الشهر الذي قال عنه المصطفى -صلى الله عليه وسلم – وهو يهنئ الأمة بحلوله “أَتاكُمْ رَمَضان شَهْرُ بَركةٍ يَغْشاكُمُ اللَّهُ فيه فَيُنْزِلُ الرَّحْمَةَ وَيَحُطَّ الخَطايا وَيَسْتَجيبُ فيه الدُّعاءَ وَيَنْظُرُ اللَّهُ تَعالى إِلى تَنافُسِكُم وَيُباهي بِكُمْ مَلائِكَتَه فَأَروا اللَّهَ تَعالى مِنْ أَنْفُسِكُمْ خَيْراً فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ فيه رَحْمَةَ اللَّهَ عزَّ وَجَلَّ”.

لكن ما يغفل عنه البعض أيضًا هو  أنه فرصة لتحسين السلوكيات مع المحيطين بمساعدة البيئة الروحية والاجتماعية المميزة لشهر الخير والتي تسمح بتهذيب السلوكيات وتطويرها، والتشجيع على التحلي بالأخلاق الحميدة، مثل الصداقة، والتسامح، والعفو، والاحترام تجاه الآخرين، وعدة خصال وسلوكيات أخرى سيتم مناقشتها في هذا المقال.

إتيكيت وآداب شهر رمضان:

آداب شهر رمضان جزء أساسي من قيمنا الإسلامية، قبل أن تندرج تحت مفهوم الاتيكيت، يأتي هذا الشهر ويدعونا إلى تركيز المجهودات على تحسين تعاملنا مع الآخرين، وتطوير القيم الأخلاقية التي تعكس مبادئ التواصل الإيجابي.

وتأتي آداب التعامل في رمضان كدليل على الروحانية العالية التي يجب أن تسود في هذا الشهر  ومنها: 

  • حفظ اللسان:
    “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت”
    من أهم آداب شهر رمضان فهم أهمية الكلمة الطيبة وأثرها على النفس وضرورة تفادي الكلمات السلبية، حيث يمثلون تحديًا يجب أن يجتهد المؤمن في تحقيقه خلال هذا الشهر المبارك تماماً واجتهاده في البعد عن المعاصي واللغو.
  • احترام أوقات الزيارة:
    يشدد على أهمية احترام وقت الآخرين، حيث يكون الجميع في شهر رمضان مشغولين بالعبادة والنشاطات الروحية. فيجبُ أن تكون الزيارات غير معلنة أو في أوقات غير مناسبة حتى لايتم إزعاج الآخرين.
  • التواضع والتواصل الإيجابي:
    من أوائل اتيكيت وآداب شهر رمضان هو التواضع في تقدير النعم وشكر الله عليها، وفي التفاعل مع الأصدقاء والجيران والزملاء، عدم التفاخر بالإنجازات  والممتلكات الشخصية.
  • الإكثار من أعمال الخير:
    يعد عمل الخير من أهم آداب شهر رمضان، الشهر الذي تكثر فيه أعمال الخير  دون باقي الشهور لما في شهر رمضان من تجليات فضائل خاصة ، فالمسلم في هذا الشهر يكثر من عمل الخير الذي يتقرب به إلى الله عز وجل فيكثر من إخراج الصدقات  يُكثر من التسبيح والتهليل وقراءة وتدبر القرآن ويزيد من التحميد والتكبير .فكل ذلك فيه له خيراً عظيمً.
  • التواصل الاجتماعي والضيافة:
    تظهر فكرة تعزيز العلاقات الاجتماعية وزيارة الأهل والأصدقاء كجزء أساسي من الآداب في التعامل خلال هذا الشهر المبارك، من خلال الاهتمام بأوضاع واحتياجات الأهل والأقارب، واستقبالهم  بفرح وتقديم الطعام والشراب بكرم.
  • تجنب الغيبة والنميمة:
    من آداب شهر رمضان والتى تعكس قيم التقوى والإيمان في التعاملات بين الأشخاص هي تجنب الذم وذكر أحوال الناس بالسوء، إن امتنعنا عن النيل من سمعة الآخرين وتجنب إشاعة الشائعات يعزز التعايش السلمي والتفاعل الإيجابي بين الناس لذا لنعمل جميعًا على تعزيز الأخوة والتعاون وترسيخ قيم الصدق والعدالة خلال هذا الشهر الفضيل، ولنجعلها عادة نحافظ عليها بعد انتهاء رمضان.
  • الاعتناء بالنظافة الشخصية:
    النظافة الشخصية في رمضان يعتبر من آداب الشهر الكريم، بجانب أنها لازمة فهي من أشكال احترام الآخرين واحترام حساسية الصيام، مثلا اختيار العطور ذات الروائح الخفيفة والناعمة حتى لاتكون مزعجة للبعض وغيرها من العادات الخاصة بالنظافة الشخصية.
  • الاعتراف بالخطأ والاعتذار:
    يشجع الاتيكيت وآداب رمضان على أن يتحرى الشخص الصدق والشفافية في تعاملاته مع الآخرين، و إذا ارتكب خطأً، ينبغي أن يعترف به بصدق دون إخفاء الحقيقة.
  • التسامح والصفح الجميل:
    فشهر رمضان فرصة ليسامح الناس بعضهم البعض وأن يتواصل المنقطعون ويتصالح المتخاصمون لتسود المحبة بين الناس وحتى يتقبل الله منا صيامنا فلا صيام مع الخصام والمقاطعة.
  • التعاون:
    التعاون من الصفات الحميدة و تندرج تحت آداب شهر رمضان والتي يجب أن يتحلى بها المسلمون ويتبعها في يومه خاصة في شهر رمضان مع الآخرين ومساعدتهم في أعمال الخير، أهم ما يميز شهر رمضان هو تبادل الزيارات مع الأقارب والأصدقاء والجيران قدر المستطاع وفي إطار السلوكيات الإسلامية مما يزيد من المحبة والود بين الناس بالاطمئنان عليهم وتفقد أحوالهم ومساعدتهم حال احتياجهم للمساعدة.

كيف تطبق مفهوم التخلّي والتحلّي في هذا الشهر؟

يمكنك جعل رمضان فرصة تستثمرها في تزكية النفس. هذا الشهر بمثابة الدورة التدريبية يدخل فيها الشخص ويتخلى عن سلوكيات سلبية، وكذلك يتحلى بأخلاق وسلوكيات إيجابية من خلال ممارستها طوال الـثلاثين يوماً، ومن ثم التعوّد عليها إلى أن تصبح سلوكاً مُمارساً، فعلماء يؤكدون على أن الإنسان يحتاج من 6 -21 يوماً كي يثبِّت أو يكتسب سلوكاً جديداً.

وفي نهاية المقال، نهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك، يتقبل الله منا و منكم صالح الاعمال والقيام وختم القرآن، اجعلوه شهرًا للتأمل في السلوكيات و تحسين الأخلاق في التعامل مع المحيطين بكم، شهرًا يظهر به التواضع والأخوة في التعاملات، فهذا يعكس قيمنا وأخلاقنا وخصالنا الحميدة.

كونوا سباقين في بذل الخير والعطاء، وشاركوا الابتسامات والكلمات اللطيفة  التي تجعل هذا الشهر تجربة إيجابية للجميع. 

كل عام وأنتم بخير.

 


هل كان المحتوى مفيد



اشترك في نشرتنا البريدية

احصل على نصائح والمعلومات حول برامجنا في مجال البرتوكول والإتيكيت والقيادة

  واتساب 👋