This content available in Arabic only.

إتيكيت استخدام الذكاء الاصطناعي AI

سبتمبر 12, 2024

ذوقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل

 

كتابة أمل بنت محمد الكناني

تدقيق الدكتور سعيد الكردي

 مقدمة:

منذ بداية القرن الحادي والعشرين، بدأت التطبيقات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تنتشر بشكل واسع، مثل مساعدات الصوت مثل Siri من آبل وAlexa من أمازون، وتقنيات التعلم الآلي في تحسين محركات البحث وتوصيات الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي، والتطبيقات الطبية والصناعية التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتقنيات تعلم الآلة، والتعرف على الصوت، والترجمة الآلية، والسيارات ذاتية القيادة، والتطبيقات الصحية، والعديد من التطبيقات الأخرى التي تستفيد من تطورات الذكاء الاصطناعي.

بشكل عام، يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي أصبح يلعب دورًا ملموسًا وواضحًا في حياة الناس خلال العقد الأخير.

وهذا التطور السريع يومًا بعد يوم يصعب على الكثير منا ملاحقته. ففي كل يوم تطرأ تحديثات جديدة تغير قواعد اللعبة التي اعتدنا عليها لسنوات طويلة. فلم يترك الذكاء الاصطناعي بابًا إلا وطرقه مثل التسويق الإلكتروني وكتابة المحتوى والمحادثات حتى أنه تدخل في إنشاء الصور والفيديوهات وغيرها.

في هذا المقال، سنبحث معًا عن كل الطرق الممكنة التي يمكننا من خلالها ضمان استخدام هذه التقنيات بشكل يحترم قيمنا الأخلاقية ويساعد في خلق بيئة عمل مثالية.

 

ما هو الذكاء الاصطناعي؟

على الرغم من أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ظهرت منذ فترة ليست بطويلة، إلا أن هناك تحديًا في توحيد التعريف المتفق عليه على نطاق واسع. يمكن تعريف الذكاء الاصطناعي (AI) على أنه فرع من علوم الحاسب يعمل على تطوير أنظمة آلية قادرة على تجسيد السلوكيات المرتبطة بالذكاء البشري. ويتم استخدام البيانات التي تم جمعها من تفاعلات مختلفة لتحسين طريقة محاكاة البشر بهدف أداء مهام مثل التعلم، والتخطيط، وتمثيل المعرفة، والإدراك، وحل المشكلات.

 

ما هو الهدف من الذكاء الاصطناعي؟

الهدف الأساسي من الذكاء الاصطناعي هو تطوير أنظمة قادرة على محاكاة القدرات البشرية مثل التعلم، الاستنتاج، والتفكير، لإنجاز المهام وتحسين الكفاءة في مختلف المجالات. ونحصرها بالنقاط الآتية:

  • تعزيز الكفاءة وتحسين الأداء في مختلف القطاعات مثل الصناعة والرعاية الصحية.
  • أتمتة المهام لزيادة الدقة وتوفير الوقت.
  • دعم اتخاذ القرار من خلال تقديم بيانات تعزز القرارات الاستراتيجية.
  • تطوير تطبيقات لتحسين الرعاية الصحية والدعم المنزلي وتحسين جودة الحياة.
  • استخدام الذكاء الاصطناعي لابتكار حلول جديدة للتحديات المعقدة.

علماً بأن هناك نسبة زيادة 270% في عدد الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في السنوات الأربع الماضية. وأن 94% من قادة الأعمال يتفقون على أن الذكاء الاصطناعي حاسم لتحقيق النجاح في السنوات الخمس المقبلة.

 

مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي في سوق العمل:

يؤدي الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative (AI) إلى تغيير العمل الذي نعرفه اليوم إلى بعد جديد من التعاون بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، حيث سيكون لدى معظم الموظفين “مساعدًا آليًا”، مما يُحدث أسلوبًا جديدًا لأداء العمل وطبيعته، وسيؤثر على أغلب الوظائف تقريبًا، حيث ستُلغى بعضها، وستُحول معظمها، وستخلق العديد من الوظائف الجديدة. كما تُشكل النماذج اللغوية الكبيرة Large Language Models نقطة تحول مهمة مثل (Chat GPT) ومحطة رئيسية في مجال الذكاء الاصطناعي.

 

هناك عاملان يجعلان النماذج اللغوية الكبيرة أمرًا هامًا:

  1. التمكن من فك رموز تعقيد اللغة: Language Complexity يمكن للآلات أن تتعلم اللغة والسياق وتكون إبداعية ومولدة بشكل مستقل.
  2. بعد التدريب على كميات هائلة من البيانات (نصوص، صور، صوت)، يمكن تكييف هذه النماذج لمجموعة واسعة من المهام.

وبحسب دراسة لشركة (Accenture)، وجدت أن الذكاء الاصطناعي أصبح عاملًا لا غنى عنه في تحسين كفاءة الأعمال وسرعتها بشكل كبير. حيث وجدت أن:

40% نسبة ساعات العمل المتأثرة بالنماذج اللغوية الكبيرة في جميع الصناعات.

62% نسبة الوقت الإجمالي المستغرق للموظفين في المهام اللغوية.

65% نسبة توفير الوقت وزيادة الإنتاجية من خلال الأتمتة.

 

الأنواع الأكثر استخدما في الشركات في عام2023م2024م:

انواع الذكاء الاصطناعي

المصدر: تقرير عن تأثير الذكاء الاصطناعي على الأعمال الصادر من OCEANX

 

استخدام الذكاء الاصطناعي في سوق العمل

أصبح الذكاء الاصطناعي عاملاً لا غنى عنه في تحسين كفاءة الأعمال وسرعتها بشكل كبير. لذلك سنوضح كيفية استخدام هذه التقنية المتقدمة في بعض مجالات العمل:

  • معالجة المستندات بذكاء من خلال المعالجة الذكية للمستندات (IDP)، تحويل المستندات كالبريد الإلكتروني والصور وملفات PDF إلى بيانات هيكلية قابلة للاستخدام واستخدام تقنيات التعلم العميق لتحليل النصوص واستخراج البيانات الضرورية بدقة وكفاءة.
  • مراقبة أداء التطبيقات باستخدام البيانات التاريخية، يمكن للأنظمة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي التنبؤ بالمشاكل المحتملة وتقديم حلول فورية، مما يحافظ على استقرار النظام ويقلل من توقف الخدمات.
  • الصيانة التنبؤية يسهم في مجال الصناعة في تحليل بيانات الأداء للكشف عن الأعطال المحتملة قبل حدوثها. هذا يمكن الشركات من اتخاذ إجراءات استباقية لتجنب تعطيل الإنتاج وتحسين الكفاءة العامة.
  • الأبحاث الطبية لتسريع عمليات اكتشاف الأدوية وتطويرها. يساعد في معالجة وتحليل البيانات الطبية الضخمة، مما يسرع من عملية البحث ويحسن من نتائج العلاجات.
  • تحليلات الأعمال للتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية وفهم الأسباب الجذرية، وتحسين القرارات الاستراتيجية. هذا يسمح بتحسين العمليات وزيادة الربحية بشكل ملحوظ.

الطريقة الصحيحة لكتابة أوامر العمل باللغة العربية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في ChatGPT:

كتابة أوامر العمل باللغة العربية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي

الطريقة الصحيحة لكتابة أوامر عمل باللغة الإنجليزية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في ChatGPT:

الطريقة الصحيحة لكتابة أوامر عمل باللغة الإنجليزية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي

أهمية الإتيكيت الذكاء الاصطناعي:

استخدام الذكاء الاصطناعي يضمن الاستخدام الأمثل لهذه التكنولوجيا بما يحقق المصلحة العامة دون المساس بحقوق الأفراد. ومن الضروري تطوير قواعد ومبادئ توجه البحث والتطوير في هذا المجال لتجنب التحيز والخطأ وسوء الاستخدام.

 

من قبل المنظمات بشكل لا يتعارض مع القوانين المستخدمة في الدولة. تمكن أهميتها في بيئات العمل بالشكل الآتي:

 

  1. خلق فرص عمل جديدة: في مجالات مثل تحليل البيانات وتطوير البرمجيات، بينما يمكن أن يؤدي إلى الاستغناء عن وظائف تقليدية من خلال الأتمتة. الذوقيات والإتيكيت هنا تلعب دورًا في موازنة هذه التأثيرات وضمان التحول العادل للعمالة.
  2. التعليم والتدريب: من الضروري توفير التعليم والتدريب اللازمين للعاملين في سوق العمل ليكونوا مستعدين للتغيرات التي يجلبها الذكاء الاصطناعي، حيث يجب أن تتضمن البرامج التعليمية مواد تعريفية حول الذوقيات وإتيكيت استخدام هذه التكنولوجيا، لتأهيل جيل واعٍ وقادر على التكيف مع التحديات المستقبلية.
  3. تعزيز الثقة في العمل: الالتزام بالإتيكيت والذوقيات يعزز الثقة بين الموظفين والإدارة، وبين الشركات والعملاء، لأنه عندما يُستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل شفاف وأخلاقي، يطمئن الجميع إلى أن التكنولوجيا لن تُستخدم بشكل ضار أو غير عادل.
  4. تقليل المخاطر القانونية: اتباع هذه الذوقيات يساعد الشركات على تجنب المشكلات القانونية المحتملة، وآستخدام الذكاء الاصطناعي بطرق غير أخلاقية قد يؤدي إلى تحديات قانونية تتعلق بالخصوصية أو التمييز.

 

الإطار الإداري لاستخدام الذكاء الاصطناعي عالميا والتحديات الأخلاقية لاستخدامه في العمل

أدى التقدم المستمر في مجال الذكاء الاصطناعي إلى خلق فرص عديدة على الساحة العالمية، ابتداءً من تسهيل عمليات في الأعمال والرعاية الصحية، وانتهاء بتعزيز فعالية القوى العاملة من خلال أتمتة المهام. تنشئ هذه التحولات السريعة قلقًا أخلاقيًا بناءً على الإمكانيات المتوفرة في أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحفيز أوجه التحيز وتصاعد احتمالية التأثير على حقوق الإنسان وحقوق النشر، ومخاوف أخرى عديدة. وقد أدى ذلك إلى ظهور قوانين الذكاء الاصطناعي.

لذا بدأت الدول في سن قوانين ووضع أخلاقيات وصياغة التشريعات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي لتقنين الأنشطة.

هل تعلم أنه صدر عدد من قوانين الذكاء الاصطناعي في الفترة الواقعة من 2016 وحتى 2023 م، مما يقارب 148 وثيقة قانونية تم قبولها في 32 دولة، و128 دولة قامت بتسنين قانون واحد على الأقل في هذا المجال. ومع تزايد اعتماد المؤسسات على الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة والإنتاجية، تبرز عدة تحديات أخلاقية تتطلب تدبرًا وحلولًا مدروسة. في هذا السياق، يجب على الشركات والمنظمات أن تفكر في كيفية إدارة هذه التحديات بشكل يحافظ على القيم الأخلاقية ويحمي حقوق الأفراد. إليك بعض الجوانب الرئيسية التي تستدعي التركيز:

إتيكيت استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل

الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة؛ بل هو شريك في رويتننا اليومي. مثل أي شراكة، فإنه يحتاج إلى إرشادات. تساعدنا هذه الإرشادات في استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وضمان استفادة الجميع منه.

كشفت دراسة من IBM أن معظم الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لا تقوم بأي شيء لضمان أنه موثوق ومسؤول. حيث وجدت تلك الدراسة أن:

٧٤٪ لا يتحققون من أن الذكاء الاصطناعي يقلل من التحيز و٦٨٪ لا يتتبعون أدائه، و٦١٪ لا يتأكدون من قدرتهم على شرح القرارات. هذا أمر خطير حقاً!

يقول Bergen بيرغن” مثل كل تكنولوجيا جديدة تم اكتشافها في تاريخ البشرية، فإن إمكانيات الذكاء الاصطناعي هي لعنة ونعمة وكما هو الحال مع كل تكنولوجيا جديدة، سيتم تحديد قيمتها النهائية لصالح البشرية من خلال كيفية استخدامها بذكاء وتأمل وكفاءة.”

 

إن اعتناق الذكاء الاصطناعي بأناقة يعني جعله شريكًا، ليس مجرد أداة. لذا، في المرة القادمة التي تتفاعل فيها مع الذكاء الاصطناعي، تذكر هذه الإرشادات إتيكيت رقمي يساعدك في استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي.

  1. يجب التحقق من سياسات الخصوصية لهذه الأدوات والامتثال لها، وخاصة بنود الإفصاح والمشاركة قبل القيام بتثبيت تلك البرامج والامتثال لتعليمات الأمن السيبراني الخاص بعملك. ومراعاة المخاطر المترتبة من استخدام الأدوات ومنها تسرب البيانات والمعلومات المضللة، والتزييف العميق وغيرها وفقاً لما ورد في مبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
  2. التأكد من إزالة أي بيانات حساسة كمدخلات بعد التأكد من فهم الرسالة وكتابة التعليمات من خلال صيغة الأوامر الصحيحة لتلقي ردود أكثر صلة ودقة لكتابة الرد.
  3. تأكد من التحقق من دقة المعلومات والبيانات المستخدمة في ردودك باستخدام الذكاء الاصطناعي، لضمان تقديم ردود دقيقة وموثوقة. إن استخدام الذكاء الاصطناعي وحده في توليد ردود سريعة بناء على تحليل محتوى وفهمه أمر لا يمكن الاعتماد على التطبيقات بشكل كامل وخاصة التطبيقات التي تقدم خدمات باللغة العربية، تذكر أن المستخدم مسؤول عن المحتوى الذي يصدر منك.
  4. تدقيق على محتوى الذي تم توليده باستخدام الذكاء الاصطناعي للتأكد من دقته وواقعية وملاءمته للسياق. ولابد أن يقوم المستخدم بعد القراءة بإجراء تعديلات على مسودة قبل اعتمادها بشكل نهائي.
  5. تأكد من استخدام لغة مهذبة ومحترمة في كتابة الردود، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدتك في تصحيح اللغة وإعادة صياغة لتكون أكثر احترافية.
  6. يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي مساعدتك في صياغة المحتوى بلغة مختلفة غير اللغة العربية، على سبيل المثال: يمكنك استخدام شات جي بي تي (ChatGPT) لترجمة هذا المستند إلى الإنجليزية أو الفرنسية. لا تعتمد فقط على تدريب شات جي بي تي (ChatGPT) وأداة بارد (Bard) ونماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الأخرى على ترجمة نصوص، بل قم بتنفيذ ترجمة عكسية على مخرج النص المترجم لضمان دقة المحتوى. ولا تستخدم المحتوى الذي تم إنشاؤه بلغة لا تفهمها قبل استشارة شخص يتقن اللغة.
  7. يجب التحقق مرتين من كل ناتج يتم إنتاجه بواسطة الذكاء الاصطناعي وإذا لزم الأمر، تنقيحه من قبلك؛ حيث أن أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية قد تصنع أحيانًا حقائق وتقدم معلومات زائفة. ناهيك على افتقار الذكاء الاصطناعي إلى القدرة على فهم السياق الأوسع، بما في ذلك الجوانب الثقافية والاجتماعية والشخصية التي قد تؤثر على التواصل.
  8. الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى فقدان اللمسة الشخصية، مما يجعل بعض النصوص تبدو بلا قيمة.
  9. كن صريحاً وواضحاً مع زملائك أو عملائك بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في مهام معينة، مثل الردود التلقائية أو تحليل البيانات، لأن الشفافية تبني الثقة وتضمن فهم الجميع لكيفية استخدام التقنية.

 

ختامًا، يجب أن نتذكر دائمًا أن الذكاء الاصطناعي امتداد لقيمنا وأخلاقياتنا في بيئة العمل وهو أداة لدعم العمل وليس لاستبدال العامل البشري. إن ضمان استخدامه بطريقة أخلاقية يعزز من فاعلية العمل ويحمي حقوق الأفراد. لذا، علينا أن نسعى دائمًا لتبني وتطبيق المعايير الأخلاقية التي تضمن استخدام هذه التقنيات بما يحقق الخير العام ويدعم تطور مجتمعاتنا واقتصاداتنا بشكل مستدام.

 


هل كان المحتوى مفيد



اشترك في نشرتنا البريدية

احصل على نصائح والمعلومات حول برامجنا في مجال البرتوكول والإتيكيت والقيادة

  واتساب 👋