فبراير 17, 2025
بقلم أمل الكناني
أظهرت دراسة أجرتها منظمة العمل الدولية في عام 2022 أن ما يقرب من 70% من العاملين في جميع أنحاء العالم يفتقرون إلى الإرشاد الوظيفي بشكل مستمر أثناء حياتهم المهنية. حيث تلعب برامج الإرشاد الوظيفي دورًا مهمًا في مساعدة الأفراد على توجيه مساراتهم المهنية وتطوير مهاراتهم في بيئات العمل المختلفة.
حيث تتضمن برامج الإرشاد الوظيفي سلسلة من الجلسات التي يتم فيها توجيه الموظفين والمتدربين لتحقيق أهدافهم المهنية واستكشاف إمكانياتهم. فوفقًا لتقرير صادر عن المنظمة العربية للتنمية الإدارية في عام 2023، فإن 80% من الموظفين الذين تلقوا إرشادًا وظيفيًا أفادوا بأنهم راضون عن وظائفهم الحالية مقارنة بـ 55% ممن لم يتلقوا إرشادًا. ولتحقيق أقصى فائدة من هذه البرامج، يجب الالتزام ببعض قواعد الإتيكيت والتواصل المهني الفعّال، والتي تضمن التفاعل المثمر بين المرشد والمستفيد وتساعد في بناء الثقة المتبادلة.
عملية توجيه ومساعدة الأفراد على تحديد أهدافهم المهنية وتطوير مهاراتهم الوظيفية. قد يقدّم المرشدون الوظيفيون نصائح حول البحث عن وظيفة مناسبة، كيفية تحسين السيرة الذاتية، الاستعداد للمقابلات، وتطوير الخطط المهنية طويلة المدى و الاتيكيت الوظيفي. كما يمكن أن تشمل هذه البرامج ورش العمل، الجلسات الاستشارية، والتدريب العملي، بهدف تجهيز المستفيدين لمواجهة تحديات سوق العمل. بحسب دراسة أجرتها الجامعة الأميركية في بيروت في عام 2021، فإن المشاركة في برامج الإرشاد الوظيفي تزيد من فرص الحصول على وظيفة مناسبة بنسبة 35% على المدى القصير.
يلعب الإتيكيت دورًا كبيرًا في نجاح أي برنامج إرشاد وظيفي، حيث يساعد على خلق بيئة من الاحترام والثقة بين المرشد والمستفيد من خلال:
الالتزام بأصول الإتيكيت في التواصل يساهم في بناء الثقة المتبادلة بين المرشد والمستفيد، مما يجعل الحوار أكثر انفتاحًا وفعالية. وعندما يشعر المستفيد بالاحترام والتقدير، يكون أكثر استعدادًا للتفاعل مع المرشد وقبول النصائح والإرشادات.
بيئة الإرشاد الوظيفي يجب أن تتسم بالاحترافية، وهذا يتحقق من خلال تطبيق قواعد الإتيكيت، مثل الحضور في الموعد المحدد، استخدام لغة ملائمة، والاهتمام بالتفاصيل.
تسهم قواعد الإتيكيت في توفير مناخ آمن للتواصل، حيث يشعر المستفيد بالقدرة على طرح الأسئلة والتعبير عن تحدياته دون خوف. التواصل المفتوح يعزز من استفادة المستفيد من البرنامج ويجعله أكثر قدرة على التطور.
يتحمل المرشد الوظيفي مسؤولية كبيرة في توجيه المستفيد، لذا يجب أن يلتزم المرشد بمجموعة من القواعد لضمان تقديم الدعم بشكل فعّال:
يجب على المرشد أن يكون مطّلعًا على ملف المستفيد ويعرف نقاط قوته وضعفه، وكذلك فهم أهدافه المهنية. التحضير الجيد يعكس اهتمام المرشد واحترافية، ويُظهر حرصه على مساعدة المستفيد في تحقيق طموحاته.
من المهم أن يُظهر المرشد اهتمامًا حقيقيًا بكلام المستفيد من خلال الاستماع الجيد دون مقاطعة. الاستماع الفعّال يسهم في فهم احتياجات المستفيد ويُساعد على تقديم نصائح مناسبة.
يجب على المرشد أن يكون قادرًا على إيصال الأفكار والنصائح بلغة بسيطة ومفهومة، مع الحرص على الابتعاد عن المصطلحات المعقدة أو الأكاديمية. التواصل الواضح يعزز من فهم المستفيد للإرشادات ويجعله أكثر قدرة على تطبيقها.
من المهم أن يحرص المرشد على تشجيع المستفيد وتحفيزه باستمرار، فذلك يساعده على التغلب على التحديات والتطور. يُظهر التشجيع الإيجابي التقدير لجهود المستفيد ويعزز من ثقته في نفسه.
على المستفيد من برنامج الإرشاد الوظيفي أن يلتزم أيضًا ببعض القواعد لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من البرنامج:
يجب على المستفيد الالتزام بالمواعيد المحددة للجلسات، فهذا يعكس احترامه لوقت المرشد ورغبته الجادة في الاستفادة من البرنامج. في حال تعذر الحضور، ينبغي إبلاغ المرشد مسبقًا لتنسيق موعد آخر.
يُفضل أن يأتي المستفيد إلى الجلسات محضرًا أسئلته واستفساراته مسبقًا، مما يسهم في تنظيم الوقت والاستفادة القصوى من الجلسة. التحضير الجيد يساعد المستفيد في توجيه النقاش نحو الأمور التي تشكل له تحديًا حقيقيًا.
يجب على المستفيد أن يتعامل مع المرشد باحترام ويستخدم لغة لائقة، حيث أن ذلك يعكس احترافيه ويؤكد حرصه على نجاح البرنامج. تجنب المبالغة في التحدث عن الإنجازات أو التقليل من الشأن الشخصي، والاعتدال في الطرح والنقاش.
الالتزام بتطبيق النصائح والإرشادات التي يقدمها المرشد يسهم في تحقيق نتائج ملموسة، ويعكس جدية المستفيد ورغبته في التطور. المتابعة مع المرشد حول التقدم المحرز تجعل من السهل تحديد النقاط التي تحتاج لتحسين.
تُجرى الكثير من جلسات الإرشاد الوظيفي حاليًا عبر الإنترنت، مما يستدعي الالتزام بإتيكيت التواصل الإلكتروني لتحقيق تفاعل فعال:
1. اختيار مكان هادئ ومناسب: يجب على المرشد والمستفيد اختيار مكان هادئ لإجراء الجلسة لضمان التركيز وعدم التشتت.
2. الاهتمام بالمظهر اللائق: سواء كانت الجلسة حضورية أو عبر الإنترنت، ينبغي الالتزام بالمظهر اللائق، فهذا يعكس احترام الذات والآخرين.
3. الالتزام بلغة الجسد المناسبة: في الجلسات الافتراضية، يجب الانتباه للغة الجسد والتعبيرات التي قد تؤثر على تفاعل المستفيد والمرشد، مثل النظر إلى الكاميرا، وعدم التشتيت أثناء الحديث.
4. الالتزام بالإيجاز والوضوح: يُفضل أن تكون الرسائل الإلكترونية مختصرة وواضحة، مع تجنب استخدام كلمات معقدة أو غير مفهومة. وإذا كانت هناك تعليمات أو إرشادات، يُنصح بتحديدها بشكل واضح لتسهيل المتابعة.
1. وضع أهداف محددة وواضحة: يجب على المستفيد أن يحدد أهدافه بوضوح من البداية، سواء كانت أهداف قصيرة الأجل أو طويلة الأجل. هذا يساعد على توجيه الجلسات وجعلها أكثر تركيزًا وفعالية.
2. التركيز على تحسين المهارات المهنية: يسهم تطوير المهارات المهنية، مثل التواصل الفعّال، إدارة الوقت، والعمل الجماعي، في تعزيز فرص النجاح الوظيفي. كذلك الإرشاد الوظيفي هو فرصة رائعة لتلقي التغذية الراجعة حول هذه المهارات وتطويرها.
3. الحفاظ على مرونة واستعداد للتعلم: قد يقدم المرشد نصائح وتوجيهات تحتاج إلى تغيير في التفكير أو السلوك، لذا ينبغي أن يكون المستفيد منفتحًا على تلقي إرشادات الإتيكيت الوظيفي واستعدادًا للتطور.
تُعد برامج الإرشاد الوظيفي فرصة هامة للأفراد لتطوير مهاراتهم وتحقيق أهدافهم المهنية، يساعد الإتيكيت الوظيفي في بناء جسور من الثقة والاحترام بين المرشد والمستفيد، ويُظهر مدى التزام كلا الطرفين بأهداف البرنامج. باتباع هذه القواعد، يمكن للمرشد والمستفيد معًا خلق تجربة إرشاد وظيفي فعّالة، مما يسهم في تحسين الأداء المهني، وتعزيز القدرات، وتحقيق النجاح في الحياة المهنية.
يمنكم أيضا قراءة:
مصدر الدراسات:
هل كان المحتوى مفيد