أغسطس 22, 2024
بقلم أمل الكناني
تدقيق د. سعيد الكردي
إتيكيت تقديم العروض التقديمية هو أكثر من مجرد كلمات أو شرح معلومات، إنه فن يجمع بين التواصل الفعّال والحضور القوي، لكن هل تساءلت يومًا ما الذي يجعل عرضًا معينًا يظل عالقًا في الذهن بينما يمر عرض آخر دون أن يترك أثراً يذكر؟ قد تكون التفاصيل الصغيرة هي التي تُحدث الفارق، والتعرف على هذا الفن قد يكون ما يفصل بين عرض ناجح وآخر يُنسى.
في هذه المقالة، نستكشف عناصر إتيكيت تقديم العروض التقديمية التي تجعلها عروض ثرية لا تُنسى، وذلك من خلال التركيز على التحضير الجيد، واستخدام لغة الجسد بفعالية، والتفاعل الإيجابي مع الجمهور، بطريقة تمكنك من تعزيز قوة عرضك. أيضا سنناقش كيفية تحضير محتوى العرض بوضوح ودقة، وكيفية تحسين تواصلك البصري واللفظي لزيادة التأثير، كما سنتناول استراتيجيات التعامل مع الأسئلة والتعليقات بعد العرض، ما يساعدك على بناء علاقات إيجابية ويعزز من صورتك المهنية.
إتيكيت تقديم العروض التقديمية في بيئة العمل يلعب دورًا محوريًا في تعزيز صورتك المهنية والتواصل الفعّال مع المستفيدين وترك انطباع إيجابي. يمكن أن يكون هو العامل الذي يميزك عن الآخرين ويضمن لك تحقيق النجاح يدوم، ما ينعكس بشكل مباشر على نجاحك المهني.
إليك أبرز النقاط التي توضح أهميته:
يعزز من مصداقيتك عن طريق الظهور بمظهر احترافي والالتزام بالوقت المحدد يجعلك تكسب احترام زملائك في العمل واهتمامهم.
يحسن من التواصل عن طريق تقديم الأفكار بوضوح، واستخدام الوسائل البصرية بشكل فعّال، والحفاظ على التواصل البصري مع زملائك يضمن وصول الرسالة وفهمها.
يترك انطباعًا إيجابيًا عن طريق اللباقة في التعامل مع الملاحظات والأسئلة، والاعتراف بمساهمة زملائك في النجاحات المشتركة يعزز من صورتك المهنية أمامهم.
يعكس احترافيه ويظهر مدى استعدادك وجديتك في العمل، ما قد يفتح لك فرصًا جديدة في مسيرتك المهنية لأن في الوقت الحالي تهتم الشركات بالموظفين أصحاب الذوق الرفيع والسلوك الجيد.
تحضير العرض التقديمي هو خطوة هامة لضمان نجاحك في إيصال رسالتك بشكل فعّال وإيجابي، إليك الخطوات الأساسية التي يجب اتباعها لتحقيق هذا النجاح:
الحرص على طرح قصة رائعة: وهذ يعني أن يستند العرض التقديمي على قصة، أن طرح قصة غاية في الوضوح والشفافية لكي يتلقّاها الجمهور ويتفاعل معها.
تحديد الهدف الرئيسي: حدد بوضوح ما الذي تريد تحقيقه من خلال العرض التقديمي، سواء كان ذلك توعية، أو إقناع، أو تقديم معلومات.
تقديم عرض مختصر ومعبّر: انتبه كيلا يضيع الهدف الرئيسي لعرضك في تفاصيل لا صلة لها بفكرتك. كن موجزَا ومقنعَا في عرضك، على ألا تزيد فترة عرضك عن الثلاث دقائق، التي ينبغي خلالها أن تستعرض من، وماذا، وأين، ولماذا، وكيف.
جمع وتنظيم المحتوى: اجمع المعلومات والبيانات الضرورية بشكل منظم وسهل الفهم، مع التركيز على النقاط الرئيسية.
تصميم الشرائح البصرية: صمم شرائح تقديمية بسيطة وواضحة، مع استخدام الصور والرسوم البيانية لدعم المحتوى.
راجع العرض جيّدًا قبل تقديمه: يُفضّل أن تطلب من صديق لك أو زميل تثق به أن يلقي نظرة عليه ليتأكّد من خلوه من أي أخطاء مطبعية محرجة، ومن أنّ الرسالة التي ترغب في إيصالها واضحة ومفهومة.
التدرب على العرض: تذكّر على الدوام أن العرض التقديمي الذي تعدّه ليس سوى وسيلة لمساعدة الشخصية الرئيسية في هذه القصّة وهي أنت! قم بممارسة العرض عدة مرات لضمان الإتقان، مع التركيز على التوقيت ولغة الجسد والتواصل البصري. من الأهمية معرفة محتوى ما ستقول، وكيف ستقوله. ومن الطرق الرائعة لتنظيم أفكارك في هذا الإطار الاستعانة بتقنية الرواية المصورة، التي تقوم على رسم صور وكتابة جمل على بطاقات الفهرسة لاسترجاع النقاط الرئيسية للعرض التقديمي الذي تعمل على القائه، حيث بإمكانك ترتيب البطاقات على الطاولة، أو اللوح الورقي، أثناء تدريبك للعرض.
الخاتمة القوية والمؤثرة والدعوة لاتخاذ إجراء معيّن: أن تلخّص الشرائح الأخيرة في عرضك ما سبق أن قدّمته من معلومات. تذكّر دومًا أنّ هذا الوقت ليس مناسبًا لتقديم أيّ أفكار جديدة. ومن أفضل الطرق التي تختم بها عرضك التقديمي هي من خلال الدعوة لاتخاذ إجراء معيّن، أو باللغة الإنجليزية Call to Action.. حيث عليك توضيح هدفك من وراء التواصل في نهاية العرض التقديمي، سواءً كان متعلقَا بإيجاد قنوات تمويل، أو لجمع الردود والآراء، أو للحصول على النصيحة والاستشارة أو تقديم معلومات، واحرص على طرح عبارة تحث على ضرورة معالجة الأمر وإجراء اللازم عند نهاية العرض، بحيث لا يكون هناك أي لبس بما ترجوه من الجمهور.كما يمكنك ببساطة أن ترفق معلومات التواصل معك في حال رغب أيّ منهم في الاستفسار ومعرفة المزيد.
التحلّي بالثقة والجاهزية والاستعداد للأسئلة والنقاش: كن مستعدًا للإجابة على الأسئلة والتعامل مع الملاحظات من الجمهور بشكل لبق وفعّال.
التواصل الفعّال مع الجمهور خلال العرض التقديمي هو عامل رئيسي لضمان إيصال الرسالة بشكل واضح ومؤثر، لتحقيق ذلك، اتبع هذه الخطوات الأساسية:
استخدام لغة بسيطة وواضحة: تجنب التعقيد واستخدم لغة بسيطة ومباشرة تسهل على الجمهور فهم المحتوى.
التفاعل مع الجمهور: قم بطرح أسئلة، واستجابة لتعليقات الجمهور، وأشركهم في الحوار لجعل العرض أكثر تفاعلية.
الحفاظ على التواصل البصري: اجعل التواصل البصري مع الجمهور جزءًا من عرضك؛ فهو يعزز الثقة والاتصال الشخصي.
استخدام الوسائل البصرية بفعالية: استخدم الصور والرسوم البيانية بشكل ذكي لدعم كلامك وتوضيح الأفكار.
إدارة الوقت: حافظ على وقت العرض المحدد وتأكد من أنك تغطي جميع النقاط المهمة دون إطالة غير ضرورية.
أساسيات لغة الجسد في إتيكيت تقديم العروض التقديمية:
لغة الجسد لها دور مهم جدا في نجاح العروض التقديمية، إذ يمكنها تعزيز رسالتك أو إضعافها. فيما يلي أساسيات لغة الجسد التي يجب مراعاتها:
أنّ الألوان تؤثر على المشاعر، لذا فإن استخدام اللون الصحيح قد يسهم في تحفيز الجمهور أو إقناعه. والكثير من الدراسات المتخصصة في المجال تؤكّد أن للألوان قدرة على زيادة تفاعل الجمهور، وتعزيز عملية التعلّم وتذكّر المعلومات، أنوه أنه ليس عليك أن تكون خبيرًا في نظرية الألوان حتى تنشئ عرضًا تقديميًا مميّزًا، لكن احرص على معرفة بعض الأساسيات في هذا الشأن:
أن استخدام النصّ بشكل صحيح أمر مهم. تذكّر دائمًا: عندما ينشغل الجمهور بقراءة ما هو مكتوب، فهم على الأرجح لا يستمعون لما تقوله. وعليه احرص على إبقاء النصّ الموجود في كلّ شريحة في حدّه الأدنى. النصائح التالية ستساعدك:
هنالك العديد من الرسوم البيانية التي يمكنك استخدامها في عرضك التقديمي، وكلّ منها مخصص لنوع محدّد من البيانات. لذا احرص على استعمال الرسم المناسب في المكان المناسب. فيما يلي أنواع الرسوم البيانية، واستخدامات كلّ منها:
الرسومات البيانية الخطية: وتستخدم لإظهار الاتجاهات والتطوّرات في مجال محدّد. احرص على استخدامها في هذا السياق فقط.
وأخيراً الصور لا تقل أهمية عن النص الموضوع. التزم بما يلي عند استخدام الصور في عرضك التقديمي:
التعامل مع التوتر والضغط أثناء تقديم العرض:
التوتر والضغط أمران طبيعيان أثناء تقديم العروض، ولكن القدرة على التحكم بهما هو ما يميز المتحدث الناجح، إليك كيفية التعامل مع التوتر والضغط أثناء تقديم العرض:
كيفية التعامل مع الأسئلة والملاحظات والحالات الصعبة أثناء العرض التقديمي:
من قواعد إتيكيت تقديم العروض التقديمية هو كيفية التعامل مع الأسئلة والملاحظات أثناء وبعد العرض التقديمي، لأن ذلك يتطلب مهارات خاصة لضمان التواصل الفعّال والمحافظة على مصداقيتك، إليك كيفية التعامل معها بنجاح:
الحالة | الحل | الأمثلة عن عبارات وجمل مقترحة |
توقعات مختلفة عنما سيقدم لهم في العرض |
|
|
معلومات أو غير متوفرة لديك |
|
|
أسئلة غير مرتبطة بموضوع العرض |
|
|
عدم توافق الآراء بين المقدم والجمهور |
|
|
إتقان إتيكيت تقديم العروض التقديمية في العمل هو أمر أساسي لتحقيق النجاح والتفوق في أي مجال مهني. من خلال تطبيق المبادئ الصحيحة للتواصل، وإظهار الاحترافية، وإدارة التوتر بشكل فعّال، يمكنك ترك انطباع إيجابي قوي لدى جمهورك. الالتزام بأسس إتيكيت العرض يعزز من مصداقيتك ويسهم في تحقيق أهدافك، ما يفتح أمامك فرصًا أكبر للتقدم والتميز في بيئة العمل.
هل كان المحتوى مفيد