This content available in Arabic only.

تأثير الإتيكيت الوظيفي على العلاقات في العمل

يونيو 27, 2024

تأثير الإتيكيت الوظيفي على العلاقات في العمل

 

بقلم أمل الكناني

تدقيق د. سعيد الكردي

قد تكون سمعت بمصطلح “الإتيكيت الوظيفي” في سياقات مختلفة، وشعرت بالفضول حول كيف يمكن لهذه القواعد أن تؤثر على العلاقات في العمل. في عالمنا الآن، أصبحت العلاقات في العمل أكثر تعقيدًا وأهمية من أي وقت مضى. لم يعد الإتيكيت الوظيفي مجرد مجموعة من القواعد الرسمية، بل أصبح ضرورة لبناء وتعزيز العلاقات الاحترافية.

سواء كنت تتواصل مع زملائك في المكتب أو تتعامل مع عملاء مهمين، فإن الإتيكيت الوظيفي يمكن أن يساعدك في تحقيق الاحترافية المطلوبة وبناء علاقات في العمل تكون قائمة على الثقة والاحترام. يمكن أن تكون الأمور بسيطة مثل: كيفية تقديم نفسك في الاجتماعات، أو معقدة مثل إدارة النزاعات بلباقة وفعالية.

أتذكر أحد الزملاء في قسم الموارد البشرية، قام باستخدام الإتيكيت الوظيفي لتعزيز العلاقات مع الموظفين الجدد. في البداية، كان التحدي هو تقديم بيئة ترحيبية تساهم في تسهيل اندماجهم مع الفريق. وبفضل برامج “مهارات الإتيكيت الوظيفي” التي اعتمدها، مثل تنظيم جلسات تعارف ودية وتقديم الدعم اللازم في أولى أيام العمل، استطاع أن يبني علاقات قوية مع الموظفين، مما انعكس إيجاباً على انسجام الفريق وأدائه.

من ناحية أخرى، نجد أن إحدى القواعد التي غيرت طريقتنا في بناء العلاقات في العمل هي تخصيص وقت محدد للتواصل الشخصي بين أعضاء الفريق، بدلاً من الاقتصار على التواصل المهني البحت. هذا يعزز العلاقات الاحترافية ويخلق جواً من الألفة والتعاون بين الزملاء.

في هذا المقال، سوف نستكشف معًا تأثير الإتيكيت الوظيفي على العلاقات الاحترافية في العمل. من كيفية بناء الثقة مع زملائك، إلى إدارة التوقعات مع رؤسائك، سنمنحك الأدوات التي تحتاجها لتصبح محترفاً مثالياً في بيئة العمل الحديثة. بالإضافة إلى الحديث عن برامج “مهارات الإتيكيت الوظيفي” الذي ستقدم لك الفرصة لتحسين مهاراتك وتعزيز تواصلك المهني، مما يتيح لك فرصة لبناء علاقات قوية ومستدامة مع زملائك ومدرائك وعملائك.

كيف يمكن للإتيكيت الوظيفي أن يؤثر على علاقاتك الاحترافية في العمل؟

تأثير الإتيكيت الوظيفي على العلاقات الاحترافية في العمل يمثل جزءًا أساسيًا من النجاح في بيئة العمل. فعندما يتمتع المهنيون بالاحترافية والاحترام في تعاملاتهم وتواصلهم، يكونون قادرين على بناء علاقات صحية ومثمرة مع الزملاء والعملاء على حد سواء. إن الالتزام بقواعد الإتيكيت الوظيفي يساهم في تعزيز الثقة وتحفيز الفرق للعمل بشكل أكثر تناغمًا وفعالية، مما يعزز من أداء الشركة بشكل عام وسنتعرف على بعض أشكال العلاقات المهنية التي يمكن أن تؤثر فيها الإتيكيت الوظيفي بشكل إيجابي وتشمل:

العلاقات بين المدير والمرؤوسين:

  • تصف هذه العلاقة المهنية التواصل الشخصي بين الموظف ومديره. المدير هو الشخص الذي يُسند الأعمال، يُراقب تقدمها، ويتوقع التحديثات المنتظمة من الموظف، غالبًا ما يساهم المدير في تحديد الطرق التي يمكن للموظف من خلالها أن ينمو أو يتولى مسؤوليات إضافية، الاتيكيت الوظيفي هنا يتضمن احترام الموظف للمدير من خلال الالتزام بالمواعيد وتقديم تقارير دقيقة، وكذلك احترام المدير لموظفيه بتقديم توجيهات بناءة ودعم مستمر، تُعَدُّ هذه العلاقة حيوية لرضا العاملين في العمل، حيث يساهم المديرون في خلق بيئة عمل إيجابية ويحددون المعايير لسلوكيات العمل المهنية.

العلاقات بين الزملاء:

  • تشمل العلاقات بين الزملاء التفاعلات بين الأفراد الذين يعملون في نفس الشركة. على الرغم من كونها النوع الأكثر شيوعًا من العلاقات المهنية، إلا أنها قد تتبوأ جوانب أو سمات فريدة تعتمد على الظروف. الاتيكيت الوظيفي هنا يشمل التعاون بلباقة واحترام وجهات النظر المختلفة. على سبيل المثال، إذا انتقل شخص من قسم آخر لينضم إلى فريقك، فإن العلاقة بينكما تتحول إلى علاقة زميل في الفريق، مما قد يعزز التعاون والتبادلات الشخصية بالمثل، يمكن أن يضيف توصيتك لصديق مقرب لمنصب مفتوح في شركتك إلى تطوير علاقتك مع الزملاء، لأن هذا الموقف يجمع بين الأبعاد الشخصية والمهنية الحميدة ويتسبب في تطورها.

العلاقات بين العملاء:

  • تتصف العلاقات مع العملاء برابطة مهنية بين مقدم الخدمة أو البائع وبين العميل. تكون هذه العلاقات عادةً أكثر رسمية، حيث تولي الشركات اهتمامًا إضافيًا للعملاء من أجل الاحتفاظ بهم كعملاء.إن الاتيكيت الوظيفي هنا يتضمن الالتزام بالوعود وتقديم الخدمة بجودة عالية، والتواصل بفعالية وشفافية. يلعب الاتصال الفعال والالتزام بالإتيكيت الوظيفي دورًا حاسمًا في الحفاظ على رضا العملاء وتعزيز الشراكات التجارية طويلة الأمد.

كيف يمكن للإتيكيت الوظيفي أن يساعدك في بناء علاقات مهنية ناجحة في مكان العمل؟

هنا نقدم خمس نصائح أساسية يمكنها أن تساهم في تحسين العلاقات في العمل وتعزيز بيئة العمل بشكل عام.

1. قدم نفسك:

  • الخطوة الأولى في بناء العلاقات المهنية هي تقديم نفسك لزملائك. يمكن أن تكون هذه التحيات بسيطة أو محادثات قصيرة. حاول أن تبدأ بتقديم نفسك من خلال البحث عن نقطة اتصال مشتركة بينك وبين الشخص الآخر، مثل السؤال عن القسم الذي يعملون فيه أو إذا كانوا يعرفون زميلًا معينًا. تحدث بنبرة ودية وابتسم، حيث يمكن أن يساعد ذلك في جعل التقديم يبدو أكثر طبيعية. من خلال تطبيق الإتيكيت الوظيفي في هذه المرحلة، يمكنك إظهار الاحترام والاحترافية منذ البداية، مما يفتح الباب لبناء علاقات إيجابية.

2. بناء الثقة:

  • بناء الثقة يساعد في إنشاء علاقات قيمة تعتمد على الثقة المتبادلة في كلمات وأفعال ومهارات الشخص الآخر، يمكنك بناء الثقة من خلال إظهار أنك زميل موثوق به ويمكن الاعتماد عليك لإتمام عملك في الوقت المحدد وباهتمام بالتفاصيل، من خلال الالتزام بقواعد الإتيكيت الوظيفي، يمكنك إثبات أنك شخص يمكن الاعتماد عليه، مما يعزز من قوة العلاقات في العمل ويجعلها أكثر صدقًا.

3. إظهار الإحترام:

  • عندما تُظهر الاحترام لشخص آخر، فإنهم يكونون على الأرجح لرد الاحترام لك، مما يعني أنكما تعاملان بعضكما البعض بلطف. العلاقات المبنية على الاحترام يمكن أن تتطور أحيانًا إلى روابط عمل أوثق وتقديم فرص أكبر. هذا لأن الناس يميلون أكثر للتعاون مع شخص يعتقدون أنه يحترم العمل والناس الآخرين بعمق. من خلال إظهار التقدير لوقت ومشاعر الآخرين والاستماع إلى آرائهم، يمكن للإتيكيت الوظيفي أن يلعب دورًا مهمًا في بناء الاحترام المتبادل.

4. كٌن شاملاً:

  • الشمولية تعني إدماج الأشخاص الذين يتم استبعادهم أو تهميشهم أحيانًا لأنهم مختلفون، يُعَدٌ ممارسة صحية لبناء العلاقات المهنية لأنه يمكن أن يشجع الآخرين ويجعلهم يشعرون بالتقدير والاعتراف. أعمال بسيطة مثل دعوة شخص ما إلى غداء فريق أو إظهار الاهتمام بشيء مهم بالنسبة لهم يمكن أن تجعلهم يشعرون بالترحيب. من خلال تطبيق الإتيكيت الوظيفي، يمكن أن تُظهر أنك تقدر التنوع وتدعم بيئة عمل شاملة.

5. رد الجميل:

  • رد الجميل ببساطة يعني أنه إذا قام شخص ما بشيء لطيف لك، فإنه يمكن أن يساعد علاقتك المهنية إذا قمت بأداء لفتة طيبة بالمقابل. مساعدة زميل في إكمال مشروعه قبل الموعد النهائي قد تكون كافية لتشجيعه على مساعدتك في مشروعك الخاص. تبادل المجاملة والكرم يساعد الطرفين على تطوير علاقة مهنية أقوى تُظهر الاستعداد لدعم بعضهم البعض عند الحاجة. من خلال الإتيكيت الوظيفي، يمكنك تعزيز هذا السلوك الإيجابي وتعزيز التعاون بين زملائك.باتباع هذه الإرشادات، يمكنك تحسين جودة وفعالية مهاراتك في الإتيكيت الوظيفي دون عناء. برنامج “مهارات الإتيكيت الوظيفي” يهدف إلى تعزيز السلوك اللائق والاحترافي داخل بيئة العمل من خلال تعزيز الأخلاقيات المهنية، وتطوير مهارات التواصل مع الزملاء والمرؤوسين، واختيار اللباس الملائم، وإدارة الوقت بفعالية.

للمزيد من المعلومات وللتسجيل، يمكنك الضغط هنا

سر العلاقات المهنية!

يبقى الإتيكيت الوظيفي ليس فقط مجرد مجموعة من القواعد والتوجيهات، بل هو نهج يساعدك في بناء علاقات مستدامة ومثمرة في بيئة العمل، إنه السر والعامل الأساسي في تعزيز الثقة والاحترام بين الزملاء وبين العملاء أيضًا.

بفضل الإتيكيت الوظيفي، يمكن للفرق أن تعمل بتناغم أكبر، وأن يتم تحقيق أداء أعلى، مما يساهم في نجاح الشركة بشكل عام. إذا كنت تسعى للنجاح في مسيرتك المهنية، فلا شك أن اعتماد الإتيكيت الوظيفي سيكون لك زفيقًا لا غنى عنه.

 


هل كان المحتوى مفيد



اشترك في نشرتنا البريدية

احصل على نصائح والمعلومات حول برامجنا في مجال البرتوكول والإتيكيت والقيادة

  واتساب 👋